سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٧
عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس.
إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، قال: كان ابن عباس إذا مر في الطريق، قلن النساء على الحيطان: أمر المسك، أم مر ابن عباس؟
الزبير: حدثني ساعدة بن عبيد الله المزني، عن داود بن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، أن عمر دعا ابن عباس، فقربه. وكان يقول:
إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك يوما، فمسح رأسك، وتفل في فيك، وقال:
" اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " (1).
داود مدني ضعيف.
حماد بن سلمة وغيره، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله، قال: بت في بيت خالتي ميمونة، فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا، فقال: " من وضع هذا "؟ قالوا: عبد الله. فقال: اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين " (2).

(١) أخرجه البلاذري في " أنساب الأشراف " ٣ / ٣٧.
(٢) إسناده صحيح، وهو في " المسند " ١ / ٢٦٦ و ٣١٤ و ٣٢٨ و ٣٣٥، والطبراني (١٠٥٨٧)، وتاريخ الفسوي ١ / ٤٩٤، وابن سعد ٢ / ٣٦٥، والبلاذري ٣ / ٢٨ وصححه الحاكم ٣ / ٥٣٤، ووافقه الذهبي. وكان ابن عباس رضي الله عنه من أعلم الصحابة في تفسير القرآن، فقد روى يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ١ / ٤٩٥ بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل، وكان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، وروى هذه الزيادة ابن سعد في " الطبقات " 2 / 366 من وجه آخر عن عبد الله بن مسعود، وروى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن ابن عمر، قال: هو أعلم الناس بما أنزل الله على محمد.
وروى يعقوب أيضا 1 / 495 بإسناد صحيح عن أبي وائل قال: قرأ ابن عباس سورة النور، ثم جعل يفسرها، فقال رجل: " لو سمعت هذا الديلم، لاسلمت ". ورواه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 324 من وجه آخر بلفظ " سورة البقرة " وزاد أنه كان على الموسم يعني سنة خمس وثلاثين، كان عثمان رضي الله عنه أرسله لما حصر.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»