سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٣
قال الليث: أظهر الضحاك بيعة ابن الزبير بدمشق، ودعا له، فسار عامة بني أمية وحشمهم، فلحقوا بالأردن، وسار مروان وبنو بحدل إلى الضحاك.
ابن سعد: أخبرنا المدائني، عن خالد بن يزيد، عن أبيه، وعن مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد وغيره، أن معاوية بن يزيد لما مات، دعا النعمان بن بشير يحمص إلى ابن الزبير، ودعا زفر بن الحارث أمير قنسرين إلى ابن الزبير، ودعا إليه بدمشق الضحاك سرا لمكان بني أمية وبني كلب. وبلغ حسان بن بحدل وهو بفلسطين وكان هواه في خالد بن يزيد. فكتب إلى الضحاك يعظم حق بني أمية، ويذم ابن الزبير، وقال للرسول: إن قرأ الكتاب، وإلا فاقرأه على الناس، وكتب إلى بني أمية.
فلم يقرأ الضحاك كتابه، فكان في ذلك اختلاف، فسكتهم خالد بن يزيد، ودخل الضحاك داره (1) أياما، ثم صلى بالناس، وذكر يزيد فشتمه، فقام رجل من كلب فضربه بعصا فاقتتل الناس بالسيوف، ودخل الضحاك (دار الامارة فلم يخرج) وتفرق الناس، ففرقة زبيرية، وأخرى بحدلية (2)، وفرقة لا يبالون. ثم أرادوا أن يبايعوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فأبى، ثم توفي. وطلب الضحاك مروان، فأتاه هو وعمه، والاشدق، وخالد بن يزيد، وأخوه، فاعتذر إليهم، وقال: اكتبوا إلى ابن بحدل حتى ينزل الجابية، ونسير إليه، ويستخلف أحدكم، فقدم ابن بحدل، وسار الضحاك وبنو أمية يريدون الجابية. فلما استقلت الرايات موجهة، قال معن بن ثور والقيسية للضحاك: دعوت إلى بيعة رجل أحزم الناس رأيا وفضلا وبأسا،

(1) في " تهذيب ابن عساكر " 7 / 4: وكانت داره في حجر الذهب مما يلي حائط المدينة مشرفة على بردى.
(2) زاد ابن عساكر: هواهم لبني حرب.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»