سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٠
يا أبا عبد الرحمن، ألا جعلته جيدا!! قال: هكذا كان في نفسي.
الأعمش وغيره، عن نافع، قال: مرض ابن عمر، فاشتهى عنبا أول ما جاء، فأرسلت امرأته بدرهم، فاشترت به عنقودا، فاتبع الرسول سائل، فلما دخل، قال: السائل، السائل. فقال ابن عمر: أعطوه إياه. ثم بعثت بدرهم آخر، قال: فاتبعه السائل. فلما دخل، قال: السائل، السائل.
فقال ابن عمر: أعطوه إياه، فأعطوه، وأرسلت صفية إلى السائل تقول:
والله لئن عدت لا تصيب مني خيرا، ثم أرسلت بدرهم آخر، فاشترت به (1).
مالك بن مغول (2) عن نافع، قال: أتي ابن عمر بجوارش (3)، فكرهه، وقال: ما شبعت منذ كذا وكذا (4).
إسماعيل بن أبي أويس: حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن نافع: أن المختار بن أبي عبيد كان يرسل إلى ابن عمر بالمال، فيقبله، ويقول: لا أسأل أحدا شيئا، ولا أرد ما رزقني الله (5).
الثوري: عن أبي الوازع: قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم. فغضب، وقال: إني لأحسبك عراقيا، وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابه (6).

(1) رجاله ثقات، وأخرجه بنحوه ابن سعد 4 / 158 من طريق عارم بن الفضل، عن حماد ابن زيد، عن أيوب، عن نافع... وأخرجه أبو نعيم 1 / 297 من طريق أحمد، عن يزيد بن هارون، عن مسلم بن سعيد الثقفي، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن نافع، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9 / 347، ونسبه للطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح غير نعيم بن حماد وهو ثقة.
(2) تصحف في المطبوع إلى " معول ".
(3) الجوارش: نوع من الأدوية المركبة يقوي المعدة، ويهضم الطعام.
(4) أخرجه ابن سعد 4 / 150، وانظر " الحلية " 1 / 300.
(5) إسناده صحيح، وهو عند ابن سعد 4 / 150.
(6) أخرجه ابن سعد 4 / 161 من طريق قبيصة بن عقبة بهذا الاسناد وهو حسن. وذكره الحافظ في " الإصابة " 2 / 348، ونسبه ليعقوب بن سفيان الفسوي، وقد تحرف فيه أبو الوازع إلى أبي الدارع، واسم أبي الوازع: جابر بن عمرو الراسبي، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق يهم.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»