سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٥٩
لبس الذهب والحرير، وعن جلود السياع والركوب عليها؟ قال: نعم قال: فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك. فقال معاوية: عرفت أني لا أنجو منك (1).
إسناده قوي.
ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم، وما هو ببرئ من الهنات، والله يعفو عنه.
المدائني: عن أبي عبيد الله، عن عبادة بن نسي، قال: خطب معاوية، فقال: إني من زرع قد استحصد، وقد طالت إمرتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني، ولا يأتيكم بعدي خير مني، كما أن من كان قبلي خير مني. اللهم قد أحببت لقاءك فأجب لقائي (2).
الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى، قال: قال معاوية ليزيد وهو يوصيه: اتق الله، فقد وطأت لك الامر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يك خيرا فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به.
فارفق بالناس، وإياك وجبه أهل الشرف والتكبر عليهم.
وقيل: إن معاوية قال ليزيد: إن أخوف ما أخافه شئ عملته في أمرك، شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قلم أظفاره، وأخذ من شعره، فجمعت ذلك، فإذا مت، فاحش به فمي وأنفي.
عبد الأعلى بن ميمون بن مهران: عن أبيه، أن معاوية أوصى فقال:

(1) رجاله ثقات إلا أن فيه تدليس بقية، وهو في سنن أبي داود (4131) في اللباس مطولا، وأخرج الإمام أحمد 4 / 132 أوله إلى قوله " من علي " وقد صرح فيه بقية بالتحديث.
(2) " أنسب الاشراف " 4 / 44، و " الأمالي " للقالي 2 / 311، و " تاريخ الاسلام " 2 / 323، وأورده ابن كثير 8 / 141 بأطول مما هنا، ونسبه لابن أبي الدنيا.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»