سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٩
فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد علي.
فلما توفيت، جاءت عائشة لتدخل، فقالت أسماء: لا تدخلي.
فشكت إلى أبي بكر. فجاء، فوقف على الباب، فكلم أسماء. فقالت:
هي أمرتني. قال: فاصنعي ما أمرتك، ثم انصرف (1).
قال ابن عبد البر: هي أول من غطي نعشها في الاسلام على تلك الصفة.
إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت، فاستأذن. فأذنت له. فاعتذر إليها، وكلمها. فرضيت عنه (2).
روى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن علي بن فلان بن أبي رافع، عن أبيه، عن سلمى، قالت: مرضت فاطمة... إلى أن قالت:
اضطجعت على فراشها، واستقبلت القبلة ثم قالت: والله إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت، فلا يكشفن لي أحد كنفا، فماتت، وجاء علي، فأخبرته، فدفنها بغسلها ذلك (3).
هذا منكر.

(١) في سنده جهالة، وهو في " الحلية " ٢ / ٤٣ و " المستدرك " ٣ / ١٦٣، ١٦٤ وفيه مخالفة لما في الصحيح من أن عليا دفنها ليلا، ولم يعلم أبا بكر، فكيف يمكن أن تغسلها زوجه أسماء وهو لا يعلم، وورع أسماء يمنعها ألا تستأذنه، وانظر سنن الدارقطني ١ / 194، وسنن البيهقي 3 / 396، و " تلخيص الحبير " 2 / 143.
(2) تقدم تخريجه في الصفحة 121 تعليق (3).
(3) هو في طبقات ابن سعد 8 / 27 وإسناده ضعيف لتدليس ابن إسحاق، ولين علي بن فلان بن أبي رافع، والأصح كما قال الترمذي عبيد الله بن علي بن أبي رافع، فقد ترجمه الحافظ في " والتقريب " فيمن اسمه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وقال: ويقال فيه علي بن عبيد الله: لين الحديث. ورواه بنحوه أحمد في " المسند " 6 / 461 من طريق أبي النضر، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن أبيه، عن أم سلمى، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 210، 211 عن أحمد، وقال: وفيه من لم أعرفه.
والكنف هنا: الثوب، وقد تصحفت في " الطبقات " وفي المطبوع إلى " كتفا " بالتاء.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»