سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٣٢
الرجال من خلاله جسمي. قالت: أولا نصنع لك شيئا رأيته بالحبشة؟
فصنعت النعش. فقالت: سترك الله كما سترتني (1).
هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت * (إذا جاء نصر الله والفتح) * دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة، فقال لها: إنه قد نعيت إليه نفسه. فبكت. فقال: " لا تبكين فإنك أول أهلي لاحقا بي ".
فضحكت. (2).
إسماعيل القاضي: حدثنا إسحاق الفروي: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن جعفر بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها " (3).

(1) ذكره السيوطي في " الوسائل إلى معرفة الأوائل " ص 38، ونسبه إلى أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن في " المعرفة " عن عبد الله بن بريدة، قال: " لبثت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين بين يوم وليلة، فقالت: إني لأستحيي من خلل هذا النعش إذا حملت فيه، فقالت لها امرأة - لا أدري أسماء بنت عميس أو أم سلمة - إن شئت عملت لك شيئا يعمل بالحبشة، ويحمل فيه النساء، قالت: أجل فاصنعيه، فصنعت النعش، فلما رأته، قالت: سترك الله. قال: فما زالت النعوش تصنع بعدها.
(2) هلال بن خباب: قال الحافظ في " التقريب ": صدوق تغير بأخرة، وأورده الهيثمي في " المجمع " 7 / 144، وقال: رواه الطبراني في حديث طويل... وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير، ووثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه أحمد في " المسند " 1 / 217 من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعيت إلى نفسي " بأنه مقبوض في تلك السنة. وعطاء بن السائب قد اختلط.
(3) إسحاق الفروي: هو إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، وهو سئ الحفظ، ومع ذلك فقد صحح حديثه هذا الحاكم 3 / 154، ووافقه الذهبي.
وشجنة: بضم الشين وكسرها: الرحم المشتبكة.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»