عائشة تقول، فذكرت عنها حديثا قالت فيه: قال رجل من نساك أهل الشام يقال له: شهر بن حوشب: ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين؟ قالت: القرآن يا بني. فقال: شهر: حسبكم ومن يطيق القرآن؟ قالت: من طوقه الله يا بني.
وقال محمد بن أبي منصور، عن عمر بن عبد المجيد: اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانا يأتيه، ثم أخذ المرآة فنظر في وجهه وعمامته، فنظر إلى لحيته فرأى شيبة، فأخذها بيده، ثم نبض عمامته ثم جعل يقول: السلطان بعد الشيب؟! السلطان بعد الشيب؟!
وقال ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب: من ركب مشهورا من الدواب أو لبس مشهورا من الثياب أعرض الله عنه، وإن كان عليه كريما.
وقال عثمان بن نويرة: دعي شهر بن حوشب إلى وليمة وأنا معه فدخلنا فأصبنا من الطعام، فلما سمع شهر المزمار وضع إصبعيه في أذنيه وخرج حتى لم يسمعه.
وقال عبد الحميد بن بهرام: أتى على شهر بن حوشب ثمانون سنة، ورأيته يعتم بعمامة سوداء طرفها بين كتفيه، وعمامة أخرى قد أو شق بها وسطه سوداء ورأيته مخضوبا خضابة سوداء في حمرة، وقدم على بلال بن مرداس الفزاري بحولايا (1) فأجازه بأربعة آلاف درهم فقبضها منه.