وإن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله تعالى وسنة (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمثلك من يرتكب المعصية (2) ولكن تمثل له الإساءة إحسانا ويشهد له عليها خونة العلماء وبهذه الحبالة (3) قد تصيدت الدنيا نظراءك فأحسن الحمل فقد أحسنت إليك الأداء قال فبكى المهدي قال أبو همام فأخبرني بعض الكتاب أنه رأى هذا الكلام مكتوبا في دواوين المهدي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الغنائم بن السواق وأبو منصور بن محمد أنا أبو الفرج العصاري أنا جعفر بن محمد بن نصير أنا أبو العباس الصوفي نا يحيى بن أيوب قال أبو يوسف القاضي للمهدي يا أمير المؤمنين إن شريكا لا يرى الصلاة خلفك فأرسل إليه المهدي فأحضره قال فقال له ما تقول في أبي يوسف قال من أبو يوسف يا أمير المؤمنين قال يعقوب قال ومن يعقوب يا أمير المؤمنين قال هذا قال تسأل عنه فإن كان عدلا جازت شهادته قال فقال له المهدي ما تقول أنت فيه قال أعرفه وأعرف أباه وكان أبوه غلاما عندنا بالكوفة ينتمي إلى العرب وليس من العرب قال فغضب المهدي قال فقال يا بن الفاعلة بالزنا قال فقال له شريك مه مه فما علمتها إلا صوامة قوامة قال فقال له المهدي يا زنديق والله لأقتلنك قال فجعل شريك يضحك ويقول ها ها قال وكان شريك جهوري الصوت وقال يا أمير المؤمنين إن للزنادقة علامات شربهم النبيذ اتخاذهم القينات وقوفهم عن (4) قال فأطرق المهدي وقام شريك فانصرف أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن قريش أنا أبو القاسم بن إبراهيم إملاء أنا عبيد الله بن محمد بن أحمد قراءة عليه أنا محمد بن يحيى أنا محمد بن (5) نا محمد بن عبد الله العلكي قال قيل رجل يد المهدي ثم قال له يدك يا أمير المؤمنين أحق بالتقبيل لعلوها بالمكارم وطهارتها من المآثم وإنك ليوسفي العفو إسماعيلي الصدق (6) الرفق فمن أرادك بسوء فجعله الله طريد خوفك وحصيد سيفك
(٤٢٤)