قال (1) لما وردت على المهدي وفاة أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور خطب فقال أيها الناس أسروا مثل ما تعلنون من طاعتنا نهبكم العافية وتخمدوا العاقبة واخفضوا جناح الطاعة لمن نشر معدلته فيكم وطوى ثوب الإصر عنكم وأهال عليكم السلامة ولين المعيشة من حيث رآه الله مقدما ذلك فضل من يقدمه والله لأفنين عمري بين عقوبتكم والإحسان إليكم قال فقال (2) فرأيت وجوه الناس تشرق مرحا بكلامه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنا أبو القاسم علي بن المحسن نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين البزاز وأبو طاهر محمد بن عبد الرحمن الذهبي قالا أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري نا أبو يعلى المنقري نا الأصمعي قال دخل عبد الله بن عمرو بن عتبة على المهدي محمد بن عبد الله يعزيه بأبي جعفر المنصور فقال آجرك الله يا أمير المؤمنين على أمير المؤمنين وبارك لك فيما خلفته بعده فلا مصيبة أعظم من موت أمير المؤمنين ولا عطية أفضل مما من الله على أولياء الله وأقبل يا أمير المؤمنين أفضل العطية واصبر على أعظم المصيبة (3) أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ أنا أبو عبد الله الحسين (4) بن محمد بن جعفر الخالع فيما أذن أن يرويه عنه أبو القاسم بن (5) الهمداني أنا القاضي أبو بكر محمد بن خلف أخبرني إبراهيم بن محمد بن إسحاق قال إن هارون بن المهدي سأل الفضل بن الربيع عن أرجاء البطريق فقال له (6) فقال له الذي أنشأ هذه الأرجاء فقال الفضل إن أباك رضي الله عنه لما أفضت إليه الخلافة قدم عليه بطريق من الشام (7) فأسندناه ثم كلمه بترجمان يعبر عنه فقال الرومي أنا لم أقدم على أمير المؤمنين لمال ولا لغرض وإنما قدمت شوقا إليه وإلى النظر إلى وجهه لأنا نجد في كتبنا
(٤٢٠)