أن الثالث من أهل بيت نبي هذه الأمة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا فقال المهدي قد سرني ما قلت ولك عندنا كلما تحب ثم أمر الربيع بإنزاله وإكرامه فأقام مدة ثم خرج يتنزه فمر بموضع الأرجاء فنظر إليه فقال للربيع أقرضني خمسمائة ألف درهم ابني مستقلا (1) خمسمائة ألف درهم قال أفعل ثم أخبر المهدي بما ذكر فقال أعطه خمسمائة ألف درهم وما أعلمت فارفعه إليه وإذا خرج إلى بلاده فابعث إليه في كل سنة قال ففعل فبنى الأرجاء وخرج إلى بلاده فكانوا يبعثون ملكها إليه حتى مات الرومي فأمر المهدي أن يضم إلى مستغله قال واسم البطريق فاران بن أميت (2) ابن البراني (3) بن طريف وكان أبوه ملكا من ملوك الروم في أيام معاوية بن أبي سفيان قال (3) وأخبرنا أبو القاسم الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي أخبرني أبو العباس المنصوري قال لما حصلت في يد أمير المؤمنين المهدي الخزائن والأموال وذخائر المنصور أخذ في رد المظالم وأخرج ما في الخزائن وفرقه حتى أكثر من ذلك وبر أهله وأقرباءه ومواليه وذوي الحرمة به وأخرج لأهل بيته أرزاقا لكل واحد منهم في كل شهر خمسمئة درهم لكل رجل ستة آلاف درهم في السنة وأخرج لهم في الأقسام لكل رجل عشرة آلاف درهم وزاد بعضهم وأمر ببناء مسجد الرصافة وحاط حائطها وخندق خندقها وذلك كله في السنة التي قدم فيها (4) مدينة السلام قال (5) وأنا الحسن بن علي الجوهري أنا محمد بن العباس الخزاز أنا عبيد الله بن أحمد المروروزي حدثني أبي حكى لنا الربيع بن يونس أنه قال مات أبو جعفر المنصور وفي بيت المال شئ لم يجمعه خليفة قط قبله مائة ألف ألف درهم وستون ألف ألف درهم فلما صارت (6) الخلافة إلى المهدي قسم ذلك وأنفقه وقال الربيع بن يونس نظرنا في نفقة أبي جعفر المنصور فإذا هو ينفق في كل سنة ألفي درهم مما يجبى من مال الشراة
(٤٢١)