بن الديلمي فقالت فرشتموني هذا الشيطان فائتمروا به وأنا أكفيكموه وكان قيس بن عبد يغوث قال للأسود قد عرفت الذي بيني وبين أهل هذه القرية وأنا أتخوفهم فاستأذنه أن ينزل خارجا من القرية فأذن له فنزل هو وقومه تحت نقم (1) وكان يتخوف قتل الأسود وداذويه وأصحابه وكان لا يستطيع رجل منهم أن يكلم صاحبه لأن سحيقا كان يبلغ ذاك الأسود فيخبرهم الأسود بذلك وكان الأسود يخرج كل يوم إلى الجبانة فيجلس فيها ويخط عليها خطا فيأتيه رجل فيقول السلام عليك يا رسول الله وكان الأسود يقول لقيس إن سحيقا يقول لتنزعن قبة قيس العليا أو ليفعلن بك أمرا يرى فيقول قيس أيها الملك ما كنت لأفعل فجاء قيس إلى داذويه وأصحابه ثلاث مرات يقول لهم ألا تقتلون هذا الشيطان فلا يردون عليه شيئا تخوفا أن يبلغ ذلك الأسود وكانوا يظنونه غدرا من قيس وكان الأسود إذا غضب على رجل حرقه بالنار فجاء قيس إلى فيروز وهو أصغر القوم فذكر ذلك له فقال له فيروز إن كنت صادقا فأتنا الليلة فجاءهم من الليل فاجتمع داذويه وفيروز وجرجست (2) ومعهم قيس وكان على باب الأسود ألف رجل يحرسونه وهو في بيوت باذان وكان بيوت باذان في مؤخر المسجد اليوم وكان موضع المسجد حائطا لباذان فأرسلت إليهم المرزبانة أني أكفيكموه فجعلت تسقيه خمر صلع (3) فكلما قال شوبوه صبت عليه من خمر ثات (4) حتى سكر فدخل في فراش باذان وكان من ريش فانقلب عليه الفراش وجعل داذويه وأصحابه ينضخون الجدر بالخل ويحفرونه من نحو بيوت أهل برزج ويحفرونه بحديدة حتى فتحوا الجدر قريبا منه فلما فتحوا قالوا لقيس أنت خامسنا ونحن نتخوف غدرك فوالله لا ترثنا الحياة إن قدر علينا ولكنه يدخل منا رجلان ورجلان عندك فدخل داذويه وجرجست ووقف فيروز وخرزاذ مع قيس فجعلت المرأة تشير إليه أنه في الفراش فلم يرزقا قلته فخرجا إلى أصحابهما فقال لهما فيروز ما فعلتما قالا لم يوافقنا الأمر قال امكثا عند قيس ودخل فيروز الديلمي وابن برزج فأشارت إليهما المرأة
(١٢)