تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥٠٨
فإن سألت عني سليمى فقل لها * به غبر من دائه وهو صالح * وقوله حتى إذا ارتوى من آجن الآجن الماء المتغير لركو وطول وقوفه وكذلك الآسن يقال أسن الماء يأسن ويأسن وأجن يأجن ويأجن قرأ ابن كثير " غير أسن " مقصورة الهمزة وقيل في قول الله تعالى " وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه " (1) إنه من ألسنة أي لم تؤثر فيه السنون فتحيله وتغيره ووصلوا بالها ووقفوا عليها إذا كانت فيه أصلا يقولون بعته مشافهة (2) ومساناة فجعل من قرأ هكذا الهاء لام الفعل وأصلا فيه وأثبت الهاء في آخرون زائدة للسكت إذا وقفوا كقوله اقتده وكقولهم أرنيه وتعاله وحذفوها في الوصل فقال يتسن وانظر وزعموا أنه من أسن الماء وهذا التأويل عندنا غلط من متأوليه وذهاب عن وجه الصواب فيه ولو كان على ما توهموا لوجب أن يقال لم يتأسن لأن الهمزة فيه فاء الفعل والسين عينه والنون لامه وإشباع هذا فيما ألفناه من حروف القرآن ومعانيه ومن الآجن قول عبيد بن الأبرص * (3) يا رب ما آجن وردته * سبيله خائف حديب ريش الحمام على أرجائه * للقلب من خوفه وجيب * وقوله خباط عشوات يعني الظلم وهذا الفريق الذي وصفهم أمير المؤمنين من الجهلة الأراذل السفلة قد كثروا في زماننا وغلبوا على أهله واستعلوا على علمائه والربانيين فيه وإلى الله المشتكى وقد تظاهرت الأخبار عن رسول الله أنه قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا [* * * *] أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن قريش العنائي (4) ببغداد نا أبو القاسم بن البسري إملاء نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد قراءة عليه أنا محمد بن يحيى نا محمد بن القاسم أبو العيناء نا الأصمعي عن شعبة عن سماك بن حرب قال قال الحسن بن علي قال لي علي بن أبي طالب أي بني لا تخلفن وراءك شيئا من الدنيا فإنك تخلفه

(1) سورة البقرة الآية: 259.
(2) كذا بالأصل والمطبوعة وفي الجليس الصالح: مسانهة ومساناة.
(3) ديوان عبيد بن الأبرص ص 16.
(4) كذا رسمها بالأصل وفي المطبوعة: العنابي ولم ترد هذه النسبة في مشيخة ابن عساكر 126 / أ.
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»