وأما الزعيم فإنه الكفيل ومنه قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الزعيم غارم وقال الله جل ثناؤه * " ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم " (1) وقال جل ثناؤه " سلهم أيهم بذلك زعيم " (2) ويقال فلان زعيم القوم أي القائم بأمورهم المتكفل بها ومنه ما جاء به الأثر في ذكر أشراط الساعة وصار زعيم القوم أرذلهم وقال الشاعر (3) إني زعيم يا نويقة * إن نجوت من من الرواح * * (4) وسلمت من غرض الحتوف * (5) مع الغدو إلى الرواح أن تهبطن بلاد قو * م يرتعون من الطلاح * ويقال أيضا في الزعيم ضمين وقبيل وحميل من القبالة والحمالة وصبير وتبيع كما قال الشاعر * غدوا وغدت غزلانهم وكأنها * ضوا من غرم أزهن (6) تبيع * وقد قيل في قول الله تعالى " أو تأتي بالله والملائكة قبيلا " (7) إنه بمعنى القبيل أي الكفيل وقيل بل هو من الجماعة وقيل هو من المقابلة والمعاينة وأختلف في تأويل قوله عز وجل " أو يأتيهم العذاب قبلا " (8) وقوله تعالى " وحشرنا عليهم كل شئ قبلا " (9) على أقوال مع اختلاف القراءة في كسر القاف وفتح الباء وفي ضمهما وفي الجمع بين الموضعين والتفريق بينهما وهذا مشروح في كتبنا التي ألفناها في القراءات والتأويل وقوله ولا يهيج على التقوى أي يفسد فيصير هشيما من قول الله عز وجل " ثم يهيج فتراه مصفرا " (10) وقوله سنخ أصل يقال قلع سنه من سنخها وقوله في الخبر بأغبار الفتنة يعني بقاياها ويقال بفلان غبر من المرض أي بقايا كما قال الشاعر *
(٥٠٧)