تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥١٣
طريق مظلم لا تسلكه قال أمير يا المؤمنين أخبرني عن القدر قال بحر عميق لا تلجه قال يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر قال سر الله قد خفي عليك فلا تفشه قال يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر قال أيها السائل إن الله خلقك لما شاء أو لما شئت قال بل لما شاء قال فيستعملك كما شاء أو كما شئت قال بل كما شاء قال فيبعثك يوم القيامة كما شاء أو كما شئت قال بل كما شاء قال أيها السائل ألست تسأل ربك العافية قال نعم قال فمن أي شئ تسأله العافية أمن البلاء الذي ابتلاك به غيره قال من البلاء الذي ابتلاني به قال أيها السائل تقول لا حول ولا قوة إلا بمن قال إلا بالله العلي العظيم قال فتعلم ما تفسيرها قال تعلمني مما علمك الله يا أمير المؤمنين قال إن تفسيرها لا تقدر على طاعة الله ولا تكون له قوة في معصية في الأمرين جميعا إلا بالله أيها السائل ألك مع الله مشيئة أو فوق الله مشيئة أو دون الله مشيئة فإن قلت إن لك دون الله مشيئة فقد اكتفيت بها من مشيئة الله وإن زعمت أن لك فوق الله مشيئة فقد ادعيت أن قوتك ومشيئتك غالبتان على قوة الله مشيئة وإن زعمت أن لك مع الله مشيئة فقد أدعيت مع الله شركا في مشيئته أيها السائل إن الله يشج ويداوي فمنه الداء ومنه الدواء أعقلت عن الله أمره قال نعم قال علي الان أسلم أخوكم فقوموا فصافحوه ثم قال علي لو أن عندي رجلا من القدرية لأخذت برقبته ثم لا أزال أجاها حتى أقطعها فإنهم يهود هذه الأمة ونصاراها ومجوسها أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور النيسابوري ببغداد أنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا جدي يعني أبا عمرو بن نجيد نا عيسى بن محمد المروزي نا الحسن بن حماد العطار أنا أبو حمزة أحمد بن ميمون السكري أخبرني إبراهيم الصايغ عن حماد عن إبراهيم قال قال علي بن أبي طالب (1) التوفيق خير قائد وحسن الخلق خير قرين والعقل صاحب والأدب خير ميراث ولا وحشة أشد من العجب (2)

(1) نهج البلاغة: قصار الحكم رقم 113.
(2) في نهج البلاغة: ولا وحدة أوحش من العجب.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»