تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٢ - الصفحة ٥٠٥
ذمتي رهينة وأنا به زعيم لا يهيج على التقوى زرع قوم ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل وإن أجهل الناس من لم يعرف قدره وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره (1) وإن أبغض الناس إلى الله عز وجل رجل (2) قمش علما في أغمار من الناس غشوه أغار فيه بأغبار الفتنة عمي عما في رتب الهدنة وقال ابن زيدويه (3) مكان الهدنة الفتنة سماه أشباه الناس عالما ولم يغن في العلم يوما سابقا (4) ولم يقل الحربي في العلم ذكر فاستكثر ما قل منه وقال الحربي وما قل منه خير مما أكثر حتى ارتوى من اجن واستكثر من غير طائل جلس للناس مفتيا قال الحربي لتخليص ما لبس على غيره وليس هذا في حديث ابن زيدويه وقالا فإن نزلت به إحدى المهمات قال الحربي هيأ لها حشوا من رأيه وقال ابن زيدويه هيأ حسو الرأي من رأيه فهو من قطع المشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أخطأ أم أصاب وقال ابن زيدويه مكان نسج غزل وقال الحربي خباط جهالات ركاب عمايات وقال ابن زيدويه ركاب جهالات خباط عشوات لا يعتذر مما يعلم فيسلم ولا يعض على العلم بضرس قاطع فيغنم تبكي منه الدنيا وقال ابن زيدويه مكان الدنيا الدماء وكأنه أشبه بالصواب عندي وقالا وتصرخ منه المواريث وتسحل بقضائه الفرج الحرام لا ملئ والله ولا أهل باصدار مما ورد عليه ولا هو أهل لما فرض له وقال ابن زيدويه لا ملئ والله بإصرار ما ورد عليه ولا هو أهل لما قرظ (5) به وقال الحربي أولئك الذين حقت عليهم النياحة أيام الدنيا قال القاضي وأنهى ابن زيدويه حديثه عند قوله لما قرظ (5) به ثم قال وزاد فيه غيره وأتى بما رويناه بعد هذا عن الحربي منفردا به على ما وصفناه قال القاضي قول أمير المؤمنين ذمتي رهينة وأنا به زعيم إبانة (6) عن تيقنه ما أخبر به وبصيرته وثقته بحقيقته وتوثيقه لمن أخبره بثبوته وصحته وأما قوله وأنا به زعيم فإن الذي يرجع إليه هاء الضمير من في جملة الكلام ومعناه وما دل عليه مفهومه وفحواه كأنه قال وأنا بقولي هذا زعيم وإن لم يأت بصريح

(1) (وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره) سقط من الجليس الصالح.
(2) زيادة عن الجليس الصالح.
(3) الأصل: زويديه.
(4) بالأصل: وما سابقا والمثبت: يوما عن الجليس الصالح وفيه: يوما سالما.
(5) الأصل: فرط والمثبت عن الجليس الصالح.
(6) بالأصل والمطبوعة: أتى به.
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»