همدان وفرض لي في الشرف فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان عبد الرحمن بن الأشعث فأتاني قراء أهل الكوفة فقالوا يا أبا عمرو إنك زعيم القراء فلم يزالوا حتى خرجت معهم فقمت بين الصفين أذكر الحجاج وأعيبه بأشياء قد علمتها قال فبلغني أنه قال ألا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث الذي جاءني وليس في الشرف من قومه فألحقته بالشرف وجعلته عريفا على الشعبيين ومنكبا على جميع همدان ثم خرج مع عبد الرحمن يحرض علي أما لئن أمكن الله منه لأجعلن الدنيا أضيق عليه من مسك (1) حمل قال فما لبثنا أن هربنا فجئت إلى بيتي فدخلته وأغلقت علي بابي فمكثت تسعة أشهر الدنيا أضيق علي كما قال من مسك حمل فندب الناس لخراسان فقام قتيبة بن مسلم فقال أنا لها فقعد له على خراسان وعلى ما غلب عليه منها وأمن له كل خائف فنادى مناديه من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن فجاءني شئ لم يجئني شئ هو أشد منه فبعثت مولى لي إلى الكناسة (2) فاشترى لي حمارا وزودني ثم خرجت فكنت في العسكر فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة (3) فجلس ذات يوم وقد برق فنظرت إليه فعرفت ما يريد فقلت أيها الأمير عندي علم ما تريد قال وما أنت قال قلت أعيذك ألا تسأل عن ذاك قال لأجل فعرف أني ممن يخفي نفسه قال فدعا بكتاب قال اكتب نسخة قلت لست تحتاج إلى ذلك فجعلت أملي عليه وهو ينظر إلي حتى فرغت من كتاب الفتح قال فحملني على بغلة وأرسل إلي بسرق من حرير وكنت عنده في أحسن منزلة فإني ليلة أتعشى معه إذا أنا برسول من الحجاج بكتاب فيه إذا نظرت في كتابي هذا فإن صاحب كتابك عامر الشعبي فإن فاتك قطعت يدك على رجلك وعزلتك قال فالتفت إلي فقال ما عرفتك قبل الساعة فاذهب حيث شئت من الأرض فوالله لأحلفن له بكل يمين قال قلت يا أيها الأمير إن مثلي لا يخفى قال فقال أنت أعلم قال فبعثني إليه مع قوم وأوصاهم بي قال إذا نظرتم إلى خضراء واسط فاجعلوا في رجليه قيدا ثم أدخلوه على الحجاج قال فلما دنوت من واسط استقبلني ابن أبي مسلم فقال يا أبا عمرو إني لأضن بك عن القتل إذا دخلت على
(٣٩٥)