الجمل عن طلحة والزبير مضى الزبير حتى مر بعسكر الأحنف فلما رآه أو أخبر به قال والله ما هذا بخيار (1) فقال الناس من يأتينا بخبره فقال عمرو بن جرموز لأصحابه أنا فاتبعه فلما لحقه نظر إليه الزبير وكان شديد الغضب فقال ما وراءك قال إنما أردت أن أسألك فقال غلام للزبير يدعى عطية (2) كان معه إنه معد فقال ما يهولك من رجل وحضرت الصلاة فقال ابن جرموز فطعنه من خلفه في جربان (3) درعه وأخذ فرسه وخاتمه وسلاحه وخلا عن الغلام فدفنه بوادي السباع ورجع إلى الناس بالخبر فأتى الأحنف فقال والله ما أدري أحسنت أم أسأت ثم انحدر إلى علي وابن جرموز معه فدخل عليه فأخبره فدعا بالسيف فقال سيف طال ما جلي به الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعث بذلك إلى عائشة ثم أقبل على الأحنف فقال تربصت (4) فقال ما كنت أراني إلا قد أحسنت وبأمرك كان ما كان يا أمير المؤمنين فارفق فإن طريقك الذي سلكته بعيد وأنت إلي غدا أحوج منك أمس فاعرف إحساني واستصف مودتي لغد ولا تقولن مثل هذا فإني لم أزل لك ناصحا قال ونا سيف عن محمد وطلحة قالا (5) ومضى الزبير في صدر يوم الهزيمة راجلا نحو المدينة حتى يمر بالأحنف في عسكر بني سعد فأتي الأحنف فأخبر بذلك فرفع صوته فقال ما أصنع قال زبير ألف بين غارين من المسلمين ليقتل أحدهما الآخر ثم تركهم وهو يريد اللحاق بقومه وأتى عمرو بن جرموز وفضيل بن حابس ونفيل بن حابس فأخبروا بمرور الزبير فقالوا ألف بين الناس لا نجونا إن نجا فخرجوا في إثره ولقد لقي الزبير ثلاثة نفر سعدي وهو (6) وحنظلي وهو أحد بني مجاشع ويقال له النعر (7) وأحد بني مالك بن سعد و (7) وهو
(٤١٩)