* " ذكر من اسمه (1) زرافة " 2245 زرافة (2) حاجب المتوكل حكى عن ذي النون المصري وعن المتوكل حكى عنه عيسى البغدادي وقدم دمشق في صحبة المتوكل كما ذكر عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر في تسمية من قدم دمشق مع المتوكل فيما قرأته بخطه أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (3) نا عثمان بن محمد هو العثماني (4) أنا أحمد (5) بن محمد بن عيسى حدثني محمد بن أحمد الحذاء قال سمعت هارون بن عيسى البغدادي يقول حدثني أبي عن زرافة حاجب (6) المتوكل قال لما انصرف ذو (7) النون من عند أمير المؤمنين دخل علي ليودعني فقلت اكتب لي دعوة ففعل فقربت إليه جامك لوزينج فقلت له كل من هذا فإنه يرزن الدماغ وينفع العقل فقال العقل ينفعه غير هذا قلت وما ينفعه قال اتباع أمر الله والانتهاء عن نهيه أما علمت أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إنما العاقل من عقل عن الله أمره ونهيه (8) فقلت له أكرمني بأكله فقال أريد ألذ من هذا قلت وأي شئ تريد قال هذا لمن (1) لا يعرف الحلوى ولا يعرف أكله وإن أهل معرفة الله يتخذون خلاف هذا اللوزينج فقلت لا أظن (2) أحدا في الدنيا يحسن أن يتخذ أجود من هذا وإن هذا من مطبخ أمير المؤمنين المتوكل على الله فقال أنا أصف لك لوزينج المتوكل فقلت هات له أبوك قال خذ لباب مكنون محض طعام المعرفة فاعجنه بماء الاجتهاد وانصب أثفية الانكماد وطابق صفو الوداد ثم اخبز خبز لوزينج العباد بحر نيران الزهاد وأوقده بحطب الأسى حتى ترمي نيران وقودها بشرر الضنا ثم احش ذلك بقند الرضا ولوز الشجا مرضوضان بمهراس الوفاء مطيبان بطينة (3) رقة عشق الهوى ثم اطوه طي الأكياس للأيام بالعزى وقطعه بسكاكين السهر جوف الدجى ورفض لذيذ الكرى ونضده (4) على جامات القلق والشهق وانثر عليه سكرا يعمل من زفرات الحرق ثم كله بأنامل التفويض في ولائم المناجاة بوجدان خواطر القلوب فعند ذلك تفريج كرب القلوب ومحل سرور المحب بالملك (5) المحبوب ثم ودعني وخرج
(٤٥٠)