قال قال حكيم بن حزام لعبد الله بن الزبير كم ترك أخي عليه من الدين قال ألف ألف قال علي خمسمائة ألف أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا (1) قالا نا جعفر نا أبو طاهر نا أحمد عن (2) الزبير قال قال عمي مصعب وسمعت أبي يقول قال قال عبد الله بن الزبير قتل أبي وترك دينا كثيرا فأتيت حكيم بن حزام استعين برأيه وأستشيره فوجدته (3) في سوق الظهر معه بعيرا أخذ بخطامه يدور به في نواحي السوق (4) فسلمت عليه وأخبرته بما جئته له فقال اكتب علي حتى أبيع بعيري هذا فطاف وطفت معه حتى أتى لأضع ردائي على رأسي من الشمس ثم أتاه رجل فارتجه فيه درهما فقال هو لك وأخذ منه الدرهم فلم أملك أن قلت له حبسني ونفسك (5) يدور في الشمس منذ اليوم من أجل درهم فوددت أني غرمت دراهم كثيرة ولم تبلغ هذا من نفسك فلم يكلمني وخرجت معه نحو منزله حتى انتهينا إلى هدم الدور فيه عجوزة من العرب فدنا إليها فأعطاها ذلك الدرهم ثم أقبل علي فقال يا ابن أخي إني غدوت اليوم إلى السوق فرأيت مكان هذه العجوز فجعلت لا أربح اليوم شيئا إلا عطيتها إياه ولو ربحت كذا وكذا لدفعته إليها وكرهت أن انصرف حتى أجيب لها شيئا فكان هذا الدرهم الذي رزقت قال فلما صرت إلى المنزل دعا بطعامه فأكل وأكلت معه حتى إذ فرغ أقبل علي فقال يا ابن أخي ذكرت دين أبيك فإن كان ترك مائة ألف فعلي نصفها قلت ترك أكثر من ذلك قال فإن كان ترك مائتي ألف فعلي نصفها قلت ترك أكثر من ذلك قال فإن كان ترك ثلاثمائة ألف درهم فعلي نصفها قلت ترك أكثر من ذلك قال الله أنت كم ترك أبوك فأخبرته أحسب أنه قال ألفي ألف درهم قال ما أرادك أبوك الآن يدعنا عالة قال قلت إنه ترك وفادة أموالا كثيرة وإنما جئت أستشيرك فيها منها سبعمائة ألف درهم لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب والزبير معه شرك في
(١٢٣)