الأرض ومغاربها (1) لينظر هل يجد عبدا لله عز وجل مخلصا يثني على ربه فيغويه قال فأتاه نداء يا لعين أتعلم أن أيوب عليه السلام عبد صالح مخلص لله عز وجل لا تستطيع أن تغويه قال يا رب إن أيوب قد أعطيته من المال والولد والسعة وقرة العين في الدنيا إذا نظر إليه فلا يستطيع أحد (2) أن يغويه ولكن سلطني على ماله وولده وكان له ثلاثة عشر ولدا ذكورا كلهم وكانوا من رحمة بنت منشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام (3) فقال سلطني عليهم فترى أيوب كيف يطيعني ويعصيك ويؤمن بي ويكفر بك فقال اذهب فقد سلطتك على ماله وولده قال فرجع إبليس إلى مجلسه وجمع شياطينه ومردته فقالوا سيدنا لم حشرتنا وجمعتنا ودعوتنا قال ألا ترون هذا العبد الذي أثنى عليه ربه ومدحه وزعم أني لا أستطيع أن أغويه وقد سلطني على ماله وولده فقالوا جميعا نحن عونك عليه قال فما عندكم فقامت طائفة منهم مثل الجيش العظيم معهم عواصف الريح وقام قوم منهم صاحوا صيحة خرجت لأفواههم كلهب النيران وقام قوم منهم صاحوا صيحة رجفت الأرض منها فقال للذين جاؤوا بعواصف الريح انطلقوا إلى دواب أيوب وغنمه ورعاته فاحتملوها حتى تقذفوها في البحر وأنا منطلق إليه في صورة قيمه بشأنهم فأغويه قال فانطلقوا فجاؤوا بالرياح من أركان الأرض فعصفتهم ثم احتملتهم حتى قذفتهم في البحر فغرقتهم فجاء إبليس في صورة قيمه (4) إلى أيوب وهو قائم يصلي فقال يا أيوب ألا أراك قائما تصلي وقد أقبلت ريح عاصف فاحتملت دوابك برعائها فعصفتها فقذفتها في البحر فغرقتها وأنت قائم تصلي قال فلم يرد عليه شيئا حتى فرغ من صلاته فقال الحمد لله الذي رزقنيه ثم قبله مني كالقربان النقي يقربه صاحبه وميزك منهم كما يميز الزوان من القمح قال فانصرف خاليا فدعا الذين يخرج من أفواههم كلهب النيران فقال انطلقوا إلى جنان أيوب وزرعه فأحرقوها حتى اذهب أنا إليه في صورة قيمه فأغويه فانطلقوا فصاحوا صيحة فوهجت نارا من أفواههم كأنها لهب النار فأتت على جنانه
(٧٠)