* يجلو القلوب بوعظه وكلامه * كالثلج بالعسل المشوب لسانه * قال وحدثني الحسين بن إبراهيم مستملي المالكي قال ما زلنا نسمع بالعراق من الشيوخ ثم بديار بكر من القاضي أبي عبد الله المالكي أن الصابوني في الحفظ والتفسير وغيرهما ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال قال وحدثني محمد بن عبد الله العامري الإسفرايني الفقيه قال أدركت آخر أيام الأئمة الذين كانوا أئمة الأرض دون خراسان كأبي إسحاق وأبي منصور البغدادي وأبي بكر القفال إمام الشفعوية في المشرق وأبي زكريا يحيى بن عمار المفسر وكان الناس يطلقون القول في مجالس (1) النظر المعقودة عندهم أن أبا عثمان لا يدافع في كماله ولا ينازع في شئ من خصاله أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال (2) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عابد الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني الخطيب المفسر المحدث الواعظ أوحد وقته في طريقته وعظ المسلمين في مجالس التذكير سبعين سنة وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا وحفظا ونشرا لمسموعاته وتصنيفا وجمعا وتحريضا على السماع وإقامة لمجالس الحديث سمع الحديث بنيسابور وذكر بعض شيوخه وبسرخس (3) وبهراة (4) وسمع بالشام والحجاز (5) وبالجبال وغيرها من البلاد وحدث بخراسان إلى غزنة (6) وبلاد الهند وبجرجان وآمل (7) وطبرستان والثغور وبالشام وبيت المقدس والحجاز وأكثر الناس السماع منه
(٨)