العلاف قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي نا (1) أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي حدثني يموت بن المزرع نا محمد بن حميد شحن (2) نا محمد بن سلمة حدثني أبي قال أتيت عبد العزيز بن (3) المطلب ليلة أسألك عن بيعة الجن للنبي (صلى الله عليه وسلم) بمسجد الأحزاب ما كان بدؤها فوجدته مستلقيا وقد دخل رجليه يرادف بأصبعه على صدره وهو يتغنى * فما روضة بالحزن طيبة الثرى * يمج الثرى حثاثها وعرارها بأطيب من أردان عزة موهنا * وقد وقدت بالمندل الرطب نارها من الخفرات البيض لم يلق سفرة * وبالحسب المكنون صاف نجارها فإن بردت كانت لعينيك قرة * وإن غبت عنها لم يعممك عارها * فقلت له أتغني أصلحك الله وأنت في جلالك وشرفك اما والله لأحدون بها ركنان نجد قال فوالله ما أكثرت وعاد يتغنى * فما ظبية أدماء خفافة الحشي * بطلقتها متون الحمائل * * بأحسن منها إذ تقول تذللا * وأدمعها تذرين حشو المكاحل تمتع بذا اليوم القصير فإنه * رهين بأيام الشهور الأطاول * قال فقدمت على قولي له فقلت أصلحك أتحدثني في هذا بشئ فقال نعم حدثني أبي قال دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه * معيوية كالبدر سنة وجهها * مطهرة الأثواب والعرض وافر لها حسب ذاك وعرض مهذب * وعن كل مكروه من الأمر زاجر من الخفرات البيض لم يلق ريبة * ولم يستملها عن تقى الله شاعر * فقال له سالم زدني فغناه * ألمت بنا والليل داج كأنه * جناح غراب عنه قد نفض القطرا فقلت أعطار ثوبي في رحالنا * ما احتملت ليلى سوى طيبها عطرا *
(١٥٨)