تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ١٢
حاله من نومه (1) وهيئته وأموره فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب فقال له ما هذا الغلام منك فقال ابني فقال له بحيرا ما هو بابنك وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا قال فإنه ابن أخي قال فما فعل أبوه قال مات وأمه حبلى به قال صدقت قال ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود فوالله لئن رأوه وعرفوا (2) منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن فأسرع به إلى بلاده فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام فزعموا فيما يتحدث (3) الناس أن زبيرا (4) وتماما (5) ودريسا وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب أشياء فأرادوه فردهم عنه بحيرا وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته وإنهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا إليه حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال قال فتركوه وانصرفوا وقال أبو طالب في ذلك من الشعر يذكر مسيره برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما أراد منه أولئك النفر وما قال لهم فيه بحيرا * إن ابن آمنة النبي محمدا * عندي بمثل منازل الأولاد لما تعلق بالزمام رحمته * والعيس (6) قد قلصن (7) بالأزواد (8)

(1) عن ابن هشام والبيهقي، وبالأصل وخع: " يومه ".
(2) الواو سقطات من الأصول، والمثبت عن ابن هشام.
(3) في ابن هشام: فيما روى الناس.
(4) الأصل وخع، والبيهقي، وفي ابن هشام: زريرا.
(5) في البيهقي: وثماما.
(6) بالأصل وخع " والعيش " والمثبت عن المطبوعة السيرة قسم 1 / 9.
(7) قلصن: يقال: قلصت الإبل فش سيرها: شمرت، وقلصت الإبل تقليصا إذا استمرت في مضيها. (اللسان:
قلص).
(8) الأزواد: طعام السفر والحضر جميعا (اللسان: زود).
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480