تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ١٠
الفحش والأذى ما رآه ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله من الأمور الصالحة فيه فلقد كان الغالب عليه بمكة الأمين وكان أبو طالب يحفظه ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس قال نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير الشيباني قال قال ابن إسحاق وكان أبو طالب هو الذي إليه أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جده فكان إليه ومعه ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير هب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذ بزمام ناقته وقال يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أم لي [* * * *] فرق له أبو طالب وقال والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا أو كما قال قال فخرج به معه فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان أعلم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة قط راهب إليه يصير علمهم من كتاب فيهم فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا وكانوا كثيرا مما يمرون به قبل ذلك لا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى إذا كان ذلك العام نزلوا به قريبا من صومعته فصنع لهم طعاما كثيرا وذلك فيما يزعمون عن شئ رآه وهو في صومعته يزعمون أنه رأى

(1) في ابن سعد: ما رئي.
(2) بالأصل وخع: " وقال " خطأ، والصواب عن سيرة ابن هشام 1 / 190 ودلائل البيهقي 2 / 27، والخبر فيهما نقلا عن ابن إسحاق.
(3) في ابن هشام: " يلي " ومثلها في البيهقي.
(4) كذا بالأصل وخع، وفي سيرة ابن هشام: " صب به " وصب به: مال إليه، وفي دلائل البيهقي: ضب به، بالضاد المعجمة، بمعنى تعلق بن وامتسك، وتروى أيضا: ضبت به بمعنى لزمه، وكله جائز (5) بالأصل: المركب، والمثبت عن خع وابن هشام والبيهقي.
(6) بالأصل وخع: " وتهيأ " والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي.
(7) بحيرا، بالفتح ثم كسر الحاء المهملة آخره راء مقصورا، وقيل ممدودا.
(8) بالأصل وخع ": كانوا عن كائن " والمثبت عن ابن هشام ودلائل البيهقي.
(9) كذا بالأصل وخع والبيهقي، وفي ابن هشام: " ما ".
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480