يحدث عن أبي (1) مجلز أن عبد المطلب أو أبا طالب شك خالد قال لما مات عبد الله عطف على محمد قال فكان لا يسافر سفرا إلا كان معه فيه وإنه توجه نحو الشام فنزل منزلا (2) فأتاه فيه راهب فقال إن فيكم رجلا صالحا فقال إن فينا من يقري الضيف ويفك الأسير ويفعل المعروف أو نحوا من هذا ثم قال إن فيكم رجلا صالحا ثم قال أين أبو هذا الغلام قال فقال هذا (3) وليه أو قيل (4) هذا أخو (5) وليه قال احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام إن اليهود حسد وإني أخشاهم عليه قال ما أنت تقول ذاك ولكن الله يقوله فرده قال اللهم إني أستودعك محمدا ثم إنه مات قال وأنا محمد بن سعد (6) أنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح وعبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اثنتي عشرة سنة خرج به عمه أبو طالب إلى الشام في العير التي خرج فيها للتجارة ونزلوا بالراهب بحيرا فقال لأبي طالب في السر ما قال وأمره أن يحتفظ به فرده أبو طالب معه إلى مكة وشب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أبي طالب يكلاؤه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريده من كرامته وهو على دين قومه حتى بلغ أن رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم من
(٩)