تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٩٣
حيث يسرح غنم حليمة بنت أبي ذؤيب فاسرحوا معهم فيسرحون مع غنمي حيث تسرح (1) فيريحون أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن ويروح غنمي شباعا لبنا يحلب ما شئنا فلم يزل الله تبارك وتعالى يرينا البركة ويتعرفها حتى بلغ سنتيه (2) فكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان فوالله ما بلغ السنتين (3) حتى كان غلاما يجفر فقدمنا به على أمه ونحن (4) أضن شئ به مما رأينا فيه من البركة فلما رأته أمه قلنا لها يا ظئر دعينا نرجع ببنينا هذه السنة الأخرى فإننا (5) فوالله ما زلنا بها حتى قالت نعم فسرحته معنا فقمنا فأقمنا شهرين أو ثلاثا فبينما هو خلف بيوتنا هو وأخ له من الرضاعة في بهم لنا فجاءنا أخوه يشتد فقال ذاك أخي القرشي قال جاءه رجلان عليهما (6) وأضجعاه (7) فشقا بطنه فخرجت أنا وأبوه نشتد (8) نحوه فنجده قائما منتقعا لونه فاعتنقه أبوه فقال أي بني ما شأنك قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان [568] فرجعنا به معنا فقال أبوه يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني قد أصيب فانطلقي بنا فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر ما نتخوف به قالت فاحتملناه (9) فلم ترع أمه إلا أنه قد قدمنا به عليها فقالت ما ردكما وقد كنتما عليه حريصين فقلنا لا والله يا ظئر إلا أن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا وقلنا نخشا الاتلاف (10) والأحداث نرده على أهله فقالت ما ذاك بكما فأصدقاني شأنكما فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره فقالت أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإنه لكائن لابني هذا شأن ألا أخبر كما خبره قلنا بلى قالت

(1) زيادة عن ابن إسحاق والبيهقي.
(2) عن ابن إسحاق والدلائل، وبالأصل، سنيه.
(3) عن ابن إسحاق والدلائل وبالأصل: السنين.
(4) عن ابن إسحاق والدلائل.
(5) بعدها في ابن إسحاق: " نخشى عليه أوباء مكة " وقد بقي مكان العبارة بياضا بالأصل.
(6) بعدها في ابن إسحاق والدلائل: ثياب بياض.
(7) الدلائل وابن إسحاق: فأضجعاه.
(8) بالأصل " يشتد " والمثبت عن الدلائل وابن إسحاق.
(9) بالأصل: " فاحتملنا " والمثبت عن ابن إسحاق.
(10) زيادة عن الدلائل وابن إسحاق.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480