تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٩٠
شئنا من اللبن ما من الحاضر أحد يطلب قطرة ولا يجدها فيقولون لرعاتهم ويلكم ألا تسرحون (1) حيث يسرح راعي حليمة فيسرحون في الشعب الذي يسرح فيه راعينا فتروح أغنامهم جياعا ما لها من لبن وتروح غنمي لبنا حفلا قالت وكان (صلى الله عليه وسلم) يشب في اليوم شباب الصبي في شهر (2) ويشب في شهر شباب الصبي في سنة فبلغ سنة (3) وهو غلام (4) جفر قال ت فقدمنا على أمه قلت لها وقال لها أبوه ردي علينا ابني فلنرجع به فإنا نخشى عليه أوباء مكة قالت ونحن أضن شئ به فما رأينا من بركته قالت فلم يزل بها حتى قالت ارجعا به فرجعنا به فمكث عندنا شهرين قالت فبينما هو يلعب وأخوه يوما خلف البيوت يرعيان (5) بهما لنا إذ جاءنا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه أدركا أخي القرشي قد جاءه رجلان فأضجعاه فشقا بطنه فخرجنا نحوه نشتد فانتهينا إليه وهو قائم وهو (6) منتقلونه فاعتنقه أبوه (7) واعتنقته ثم قال ما لك أي بني قال أتاني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني ثم شقا بطني فوالله ما أدري ما صنعا قالت فاحتملناه فرجعنا به قالت يقول أبوه والله يا حليمة ما أرى هذا الغلام إلا قد أصيب فانطلقي فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر ما نتخوف عليه قالت فرجعنا به إليها قالت ما ردكما وقد كنتما حريصين عليه قالت فقلت لا والله إلا أنا كفلناه وأدينا الحق الذي يجب علينا فيه ثم تخوفنا الأحداث عليه فقلنا يكون في أهله قالت فقالت آمنة والله ما ذاك بكما فأخبراني خبركما وخبره فوالله ما زالت بنا حتى أخبرنا خبره قالت فتخوفتما عليه كلا والله إن لابني هذا شأنا ألا أخبركما

(١) عن خع، وبالأصل: " وإبلكم لا يسرحون " وفي ابن إسحاق: ويحكم انظروا حيث تسرح غنم أبي ذؤيب فاسرحوا معهم.
(٢) بالأصل وخع: " وكان صلى الله عليه وسلم شب اليوم في شباب الغني في شهر " وصوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ٢ / ٤٠ والعبارة في ابن إسحاق ص ٢٧ وابن هشام ١ / ١٧٣ وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان.
(٣) كذا بالأصل وخع، وفي ابن إسحاق: سنتيه.
(٤) بالأصل وخع: " حفر " والمثبت عن سيرة ابن إسحاق وسيرة ابن هشام والجفر: الغليظ الشديد، يقال:
استجفر الصبي إذا قوي على الاكل (النهاية: جفر).
(5) البهم: واحدتها بهمة، الصغار من الغنم.
(6) أي متغير.
(7) عن خع وسيرة ابن إسحاق، وبالأصل " أبو بكر ".
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480