تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٧٠
عيسى بن مريم وإني (1) كنت بكر أمي وأنها حملتني كأثقل ما يحمل الناس وقالت فاطمة النساء حتى جعلت تشكو إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إن أمي رأت في المنام أن الذي في بطنها نور قالت فجعلت أتبع بصري النور والنور (2) يسبق بصري حتى أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها ثم إنها ولدتني فلما نشأت بغضت إلي الأصنام (3) وبغض إلي الشعر واسترضع إلي في بني جشم بن بكر فبينما أنا ذات يوم في بطن واد (4) مع أتراب لي من الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طشت من ذهب ملآن من ثلج فأخذوني من بين أصحابي وانطلق أصحابي هرابا حتى انتهوا وقالت فاطمة إذا انتهوا إلى شفير الوادي ثم أقبلوا على الرهط فقالوا مالكم ولهذا الغلام إنه غلام ليس منا وهو ابن سيد قريش وهو مسترضع فينا من غلام يتيم ليس له أب فماذا يرد عليكم قتله ولكن إن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فاقتلوه مكانه ودعوا هذا الغلام فلم يجيبوهم فلما رأوا الصبيان أن القوم لا يجيبوهم انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحي يؤذونهم بهم ويستصرخوهم (5) على القوم فعمدوا إلى آخرهم فأضجعني إلى الأرض إضجاعا لطيفا ثم شق ما بين صدري إلى منتهى عانتي وأنا أنظر فلم أجد لذلك مسا ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله ثم أعادها مكانها وقالت فاطمة في مكانها [* * * *] ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا أنظر فصدعه فأخرج منه مضغة سوداء فرمى بها ثم قال بيده يمنة منها منه كأنه يتناول شيئا فإذا أنا بالخاتم وقالت فاطمة بخاتم في يده من نور يخطف (6) أبصار الناظرين دونه فختم قلبي فامتلأ نورا وحكمة وقال الخلال نور النبوة والحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا [* * * *] ثم قام الثالث فنحا صاحبيه فأمر يده بين ثديي وقال الخلال صدري ومنتهى

(1) بالأصل وخع: " وإن " والمثبت عن الطبري.
(2) زيادة اقتضاها السياق، سقطت من الأصل وخع، عن الطبري.
(3) كذا بالأصل وخع، وفي الطبري: أوثان قريش.
(4) بالأصل وخع: " وادي ".
(5) الطبري: ويستصرخونهم.
(6) الطبري: يحار الناظرون دونه.
(٤٧٠)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الغسل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480