تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٣٥٨
أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه والفودان حرفا الفرق وكان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن وكان شيبه كأنه خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه فإذا مس ذلك الشيب الصفرة وكان كثيرا ما يفعل صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه وكان أحسن الناس وجها وأنورهم لونا لم يصفه واصف قط بلغتنا صفته إلا شبه وجهه كالقمر ليلة البدر ولقد كان يقول من كان منهم يقول لربما (1) نظرنا إلى القمر ليلة البدر فيقول هو أحسن في أعيننا من القمر أزهر اللون نير الوجه يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه كان إذا رضي أو سر فكأن وجهه المرآة كأنما الجدر (2) تلاحك وجهه وإذا غضب يكون (3) وجهه ذا حمرة واحمرت عيناه وقالوا وكانوا يقولون هو (صلى الله عليه وسلم) كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه * أمين مصطفى للخير يدعو * كضوء البدر زايله الظلام * يقولون كذلك كان (4) وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (22) يقول كثيرا ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول لهرم بن سنان * لو كنت من شئ سوى بشر * كنت المضئ لليلة البدر * (6) فيقول عمر ومن سمع ذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) كذلك ولم يكن كذلك غيره

(١) عن الدلائل ١ / ٣٠٠ وبالأصل " له ما ".
(٢) عن الدلائل ١ / ٣٠١ وبالأصل وخع " الدر " والملاحكة: شدة الملاءمة. (اللسان).
وفي النهاية: أي يرى شخص الجدر في وجهه.
(3) الأصل وخع، وفي الدلائل: تلون.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن دلائل البيهقي 1 / 301.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن خع ودلائل البيهقي 1 / 301.
(6) ديوان زهير ص 95، وبالأصل وخع: ليلة البدر، والصواب عن الديوان ودلائل البيهقي.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480