أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه والفودان حرفا الفرق وكان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن وكان شيبه كأنه خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه فإذا مس ذلك الشيب الصفرة وكان كثيرا ما يفعل صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه وكان أحسن الناس وجها وأنورهم لونا لم يصفه واصف قط بلغتنا صفته إلا شبه وجهه كالقمر ليلة البدر ولقد كان يقول من كان منهم يقول لربما (1) نظرنا إلى القمر ليلة البدر فيقول هو أحسن في أعيننا من القمر أزهر اللون نير الوجه يتلألأ تلألؤ القمر ليلة البدر يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه كان إذا رضي أو سر فكأن وجهه المرآة كأنما الجدر (2) تلاحك وجهه وإذا غضب يكون (3) وجهه ذا حمرة واحمرت عيناه وقالوا وكانوا يقولون هو (صلى الله عليه وسلم) كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه * أمين مصطفى للخير يدعو * كضوء البدر زايله الظلام * يقولون كذلك كان (4) وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (22) يقول كثيرا ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول لهرم بن سنان * لو كنت من شئ سوى بشر * كنت المضئ لليلة البدر * (6) فيقول عمر ومن سمع ذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) كذلك ولم يكن كذلك غيره
(٣٥٨)