تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٢١٦
حيوية أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب ابن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع الثلجي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي (1) قال غزوة المريسيع (2) في سنة خمس خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان وقدم المدينة لهلال رمضان وغاب شهرا إلا ليلتين فحدثني (3) عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن ابن ثوبان (4) عن عائشة قال كانت جويرية جارية حلوة لا يكاد يراها أحد إلا ذهبت بنفسه فبينا النبي (صلى الله عليه وسلم) عندي ونحن على الماء إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعرفت أنه سيرى منها مثل الذي رأيت فقالت يا رسول الله إني امرأة مسلمة أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بنت سيد قومه أصابنا من الأمر ما قد علمت ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس وابن عم له فخلصني (5) من ابن عمه بنخلات له بالمدينة فكاتبني ثابت على ما لا طاقة لي به عليه ولا يدان وما أكرهني على ذلك إلا أني رجوتك صلى الله عليك فأعني في مكاتبتي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو خير من ذلك قالت وما هو يا رسول الله قال أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم يا رسول الله قد فعلت فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى ثابت فطلبها منه فقال ثابت هي لك يا رسول الله بأبي وأمي فأدى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كان عليها من كتابتها وأعتقها وتزوجها [610] وخرج الخبر إلى الناس ورجال بمصطلق (6) قد اقتسموا وملكوا ووطئ نساؤهم فقالوا أصهار النبي (صلى الله عليه وسلم) فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي قالت عائشة فأعتق مائة أهل بيت بتزويج (7) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياها فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها

(1) مغازي الواقدي 1 / 404.
(2) المريسيع: ماء لخزاعة بينه وبين الفرع نحو يوم.
(3) القائل هو الواقدي، انظر مغازيه 1 / 411 تتمة خبر غزوة المريسيع.
(4) بالأصل وخع: " شربان " والصواب عن الواقدي، وفيه: عن " ثوبان: بحذف " ابن ".
(5) في مغازي الواقدي: فتخلصني.
(6) في مغازي الواقدي: بني المصطلق.
(7) في المطبوعة: بتزوج.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480