شرح السير الكبير - السرخسي - ج ١ - الصفحة ٣٧٨
" 3 " آخر الكتب التي ألفها الشيباني كتاب السير الكبير. ويقصدون بالسير المغازي.
وسبب تأليف السير الكبير كان ضربا من المنافسة بين علماء العراق وعلماء الشام. ويذكر السرخسي - إن صح ما ذكره - أن كتاب السير الصغير وقع في يد الأوزاعي فقيه أهل الشام وعالمهم. فسأل عن مؤلفه فقيل: هو لمحمد العراقي، فقال الأوزاعي: ما لأهل العراق والتصنيف في هذا الباب؟ فإنه لا علم لهم بالسير.
ويوضع السرخسي قول الأوزاعي بأن مغازي الرسول كانت من جانب الحجاز والشام، دون العراق، فأهل الحجاز والشام أعلم بهذه المغازي وألصق بها. فبلغ محمد بن الحسن قول الشيباني، فانصرف إلى تأليف السير الكبير وجعله في ستين دفترا، وأرسله إلى الرشيد.
ويدور موضوع الكتاب حول جميع الأمور المتعلقة بالحرب وعلاقتها بالمشركين وأحكامها. فهو في الحقيقة القانون الدولي للمسلمين في أمور الحرب.
وعلى هذا تكلم محمد بن الحسن عن أهل الاسلام وأهل الحرب المشركين، وبين أحكام الأسارى من الفريقين، سواء أكانوا رجالا أم نساء أم أطفالا، وإسلام المشركين، والأمان على اختلاف ضروبه وألفاظه، والمستأمنين، والرسل الذين يفدون إلى دار الاسلام من دار الحرب، والحصانات التي يتمتعون بها، والغنائم، والصلح والتحكيم، والفداء، وأحكام السلام والرقيق والكراع، والأراضي التي يستولي عليها أهل الحرب، في الحرب، وأهل الاسلام في دار
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»