شرح السير الكبير - السرخسي - ج ١ - الصفحة ٣٣٥
الأجداد فإنهم أصول الآباء، مختصون باسم، فكيف يتناولهم اسم الآباء على وجه الاتباع لفروعهم.
ألا ترى أنه لو قال: أمنوني على أمي، وليست له أم إنما له جدة، أن الأمان لا يتناولها؟ فان قال قائل: يتناولها باعتبار أن الجدة تسمى أما. قلنا: قد سمى الله تعالى الحالة أما في قوله تعالى {ورفع أبويه على العرش} (1) أي أباه، وخالته.
وسمى العم أبا في قوله تعالى {قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} (2) وإسماعيل كان عما. ثم أحد لا يقول إن العم والحالة يدخلان في الأمان للآباء. لان كل واحد منهما مختص باسم آخر، به ينسب إليه. فكذلك الجد والجدة. بخلاف بنى الابن فإنهم ينسبون إليه باسم النبوة، ولكن بواسطة الابن. فكان الأمان بهذا الاسم متناولا لهم. وهذا بيان لسان العرب، فان كل قوم في لسانهم الذي يتكلمون به أن الجد والد، كما أن ابن الابن ابن، فهو داخل في الأمان. وهكذا في لسان الفارسية فإنه يقال للجد پدر پدر كما يقال للحفيد (3) پسر پسر، والله سبحانه وتعالى الموفق.

(1) سورة يوسف، 12، الآية 105.
(2) سورة البقرة، 2، الآية 123.
(3) ب " للجدة " وهو خطأ.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»