من تصنيف هذا الكتاب يوم الاثنين ثالث شعبان من سنة سبع وستين وأربعمائة وكان الابتداء بتصنيفه ليلة السبت الثاني من صفر سنة أربع وستين وأربعمائة، عملت إلى بعض حرف الحاء ثم تشاغلت عنه مدة طويلة ثم عدت فأكملته يوم الأحد سلخ شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة، وبدأت بكتب هذه النسخة في سنة سبع ثم خرجت من بغداد وقد بلغت إلى آخر العاشر منها ثم عدت إلى تبييضه الثاني من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة وفرغت منها يوم الثلاثاء السادس عشر من شوال سنة سبعين وأربعمائة " والخطيب توفى في سابع ذي الحجة سنة ثلاث وستين وبين وفاته وشروع الأمير في تصنيف الاكمال على حسب ما ذكره أقل من شهرين، ولم ينص على تاريخ ابتدائه تصنيف كتابه الثاني (تهذيب مستمر الأوهام) ولكن في آخره ما نصه " قال الأمير أبو نصر بن ماكولا رحمه الله: وهذا آخر ما وجدناه إلى آخر صفر من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة مع تقسم الفكر وتشتعث الخاطر بأهوال الزمان ونوائبه وقلة التنقير والتفتيش ولعل الوقت يتسع فأعيد النظر مرة أخرى وأتقصى التفتيش فان وجدت شيئا ألحقته بمكانه ".
ويشتهد لما ذكره الأمير أن الخطيب إنما عاد إلى بغداد سنة اثنتين وستين كما في التذكرة ص 1142 عن ابن السمعاني وبين ذلك ووفاة الخطيب أقل من سنتين ولا أرى هذه المدة تتسع لتحصيل الأمير نسخة من كتاب الخطيب ثم نظره فيه ثم تعقبه له وتأليفه كتابا في ذلك يحضر إلى الخطيب وهو في كمه، ثم لا داعي للأمير بعد وفاة الخطيب إلى