إكمال الكمال - ابن ماكولا - ج ١ - الصفحة مقدمة المصحح ٣٥
وراجعني في ذلك مراجعة تحرمت لها وأوجبت له فيها رعاية لحقه ورغبة في مساعدته واغتناما للاجر في إفادة مسترشد وتعليم جاهل ومعرفة (1) طالب، وبدأت بالنظر في كتاب الخطيب فوجدته يذكر في أوله أنه قد جمع فيه من مؤتلف أسماء الرواة وأنسابهم ومختلفها ومما يتضمن كتب أصحاب الحديث من ذلك وإن لم يكن المذكور راويا ما شذ عن كتابي أبي الحسن علي بن عمر وأبي محمد عبد الغني بن سعيد المصنفين في المؤتلف والمختلف وفى مشتبه النسبة وانه يذكر ما رسم فيهما أو في أحدهما على الوهم ودخل على مدونه فيه الخطأ والسهو ويبين فيه صوابه ويورد شواهده ويذكر صحيح ما اختلفوا فيه مما انتهى إليه علمه ويقر ما أشكل عليه من ذلك لينسب كل أقول إلى صاحبه، وجعله خمس فصول، أورد في الأول منها ما لم يذكراه ولا واحد منهما، وفى الثاني أوهام كتبهم، وفى الثالث ما أغفلاه مما أوردا له نظائر، وفى الرابع أشياء ذكراها وقصرا في شرحها وإيضاحها فبينها وأتم نقصانها، وفى الخامس ما أورداه من الأحاديث نازلة ووقعت له عالية، ولما أنعمت النظر فيه وجدته قد ذكر في الفصل الأول ما قد ذكراه أو أحدهما، وفى الفصل الثاني قد غلطهما في أشياء لم يغلطا فيها وأخل بأوهام لهما ظاهرة، وفى الفصل الثالث قد كرر أشياء ذكراها أو أحدهما، وأخل بنظائر لما ذكراه لم يهتد إليها، وفى الفصل الرابع لم يشرح مما ضمن بيانه إلا شيئا يسيرا وفى كتبهم أشياء كثيرة تحتاج إلى شرح وبيان وإيضاح وتعريف

(1) لعل الصواب " ومعونة ".
(مقدمة المصحح ٣٥)
مفاتيح البحث: عبد الغني بن سعيد (1)