ولا سيما كتاب عبد الغني فان أكثر ما فيه غير مبين، وجدت له في تضاعيف الكتاب أوهاما من تصحيف وإسقاط أسماء من أنساب وأغلاطا غير ذلك، فتركته على ما هو عليه، وجمعت كتابي الذي سميته بالاكمال ولم أتعرض فيه لتغليطه ولا لتغليط غيره رسمت ما غلط فيه واحد منهم في كتابه على الصحة، ولما أعان الله على تمامه ذكرت ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كتم علما علمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار. وما روى عن بعض السلف أنه قال: ما أوجب الله تعالى على الجهال أن يتعلموا حتى أوجب على العلماء أن يعلموا. وحشيت أن تبقى هذه الأوهام في كتبهم فيظن من يراها أنها الصحيح ويتبع أثرهم فيها فيضل من حيث طلب الهداية ويزل من جهة ما أراد الاستثبات وإذا رأى كتابي بما [يخالفها] تصور أن الغلط ما ذكرته أنا، وإن أحسن الظن بي جعل قولي خلافا وقال: كذا ذكر فلان، وكذا ذكر فلان، فاستخرت الله تعالى ورغبت إليه في عضدي بالتوفيق والارشاد، وسألته إلهامي القصد وتأييدي بالسداد وجمعت في هذا الكتاب أغلاط أبي الحسن علي بن عمر وعبد الغني بن سعيد مما ذكره الخطيب ومما لم يذكره لتكون أغلاطهما في مكان واحد، وما غلطهما فيه وهو الغالط، وأغلاط الخطيب في المؤتنف ورتبته على حروف المعجم ليسهل طلبه على ملتمسه ويقرب وجوده من طالبه وتثبت الحجة على ما ذكرته والدليل على ما أوردته واعتمدت الايجاز والاختصار ولم أسق الطرق وأكثر بتكرير الأسانيد، وتركت
(مقدمة المصحح ٣٦)