فناولته دنانير، فأبى أن يأخذها، قال: فحججت بعد ذلك بأربع سنين، فسألت عنه فقالوا: غاب عنا، فمذ غاب عنا قحطنا، وصار إلى جدة.
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي - وحدثنيه عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الخطيب بالأنبار - قال: حدثنا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، حدثنا أبو العباس النسائي - صاحب أبي ثور - قال: سمعت بعض الأشياخ يقول: قال لي صالح بن عبد الكريم يوما: إيش في كمك يا أبا يوسف؟ قلت: حديث، قال: يا أصحاب الحديث ما كان ينبغي أن يكون أحد أزهد منكم، إنما تقلبون ديوان الموتى، لعل ليس بينك وبين النبي صلى الله عليه وسلم في كتابك أحد إلا وقد مات.
أخبرني الحسن بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن إبراهيم الجوري - في كتابه - قال:
أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر، حدثنا أحمد بن يونس الضبي، حدثني أبو حسان الزياد قال: سنة ثمان ومائتين فيها مات صالح بن عبد الكريم العابد.
4849 - صالح بن نصر بن مالك بن الهيثم، أبو الفضل الخزاعي:
هو أخو أحمد بن نصر الشهيد. سمع ابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وشريك بن عبد الله النخعي، وإسماعيل بن عياش، والمبارك بن سعيد أخا سفيان الثوري، والهيثم بن عدي الطائي. روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وخالد بن خداش، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة النسائي.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد ابن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا صالح بن نصر، حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي قال: نزل القرآن بلسان الكعبين، كعب ابن لؤي، وكعب بن عمرو، قال: فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تسمع ما يقول هذا الأعمى؟ نزل القرآن بلسان الكعبين، وإنما نزل بلسان قريش. تفرد به صالح بن نصر عن شعبة.
أنبأنا محمد بن جعفر بن علان، وأحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قالا:
أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري. قال: صالح بن نصر بن مالك