أخبرنا البرقاني والأزهري قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: شريك بن عبد الله ثقة صدوق، صحيح الكتاب، ردئ الحفظ مضطربه.
أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: قرأت على محمد بن طالب بن علي - فأقر به - قال: قال أبو علي صالح بن محمد: شريك صدوق، ولما ولى القضاء اضطرب حفظه، وقل ما يحتاج إليه في الحديث الذي يحتج به.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو عبيد الله - وزير المهدي - لشريك القاضي: أردت أن أسمع منك أحاديث؟ فقال: قد اختلطت علي أحاديثي وما أدري كيف هي، فألح عليه أبو عبيد الله، فقال: حدثنا بما تحفظ، ودع مالا تحفظ فقال: أخاف أن تخرج أحاديثي ويضرب بها وجهي.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، أخبرنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا يحيى بن أيوب قال: كنا عند شريك يوما فظهر من أصحاب الحديث جفاء فانتهر بعضهم، فقال له رجل: يا أبا عبد الله لو رفقت، فوضع شريك يده على ركبة الشيخ وقال: النبل عون على الدين.
وقال البغوي: حدثني أحمد بن زهير، حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: قال شريك بن عبد الله لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء، قال له فأكرهت على أخذ الرزق؟ قال ابن أبي شيخ: وحدثني عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان شريك على قضاء الكوفة، فخرج يتلقى الخيزران فبلغ شاهي وأبطأت الخيزران، فأقام ينتظرها ثلاثا ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال:
فإن كان الذي قد قلت حقا * بأن قد أكرهوك على القضاء فمالك موضعا في كل يوم * تلقى من يحج من النساء مقيم في قرى شاهي ثلاثا * بلا زاد سوى كسر وماء