وقال المروذي: حدثني محمد بن أبي محمد قال: قال ابن عيينة: جالست خمسين شيخا من أهل المدينة، وذكر عبد الرحمن بن القاسم، وصفوان بن سليم، وزيد بن أسلم، فما رأيت فيهم مثل سفيان.
أخبرنا أحمد بن سلمان بن علي المقرئ، أخبرنا محمد بن بكران، حدثنا محمد ابن مخلد العطار، حدثنا محمد بن المثنى بن زياد قال: سمعت بشرا - يعني ابن الحارث - يقول: قال سفيان بن عيينة: كان سفيان الثوري كأن العلم ممثل بين عينيه، يأخذ منه ما يريد، ويدع مالا يريد. وقال الأوزاعي: كنت أقول فيمن ضحك في الصلاة قولا لا أدري كيف هو؟ فلما لقيت سفيان الثوري فسألته فقال لي: يعيد الوضوء، ويعيد الصلاة، فأخذت به.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد، أخبرنا الوليد بن بكر، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدثنا أبي قال: ألقى أبو إسحاق فريضة فلم يصنعوا فيها شيئا، فقال: لو كان الغلام الثوري فصلها الساعة، إذ أقبل سفيان فقال له ما تقول في كذا وكذا؟ قال سفيان: أنت حدثتنا عن علي بكذا وكذا، والأعمش حدثنا عن ابن مسعود بكذا، وفلان حدثنا فيها بكذا، قال أبو إسحاق:
كيف ترون من ساعة فصلها، ألا تكونون مثله.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا محمد ابن أحمد بن دلان، حدثنا أبو همام، حدثنا المبارك بن سعيد قال: رأيت عاصم بن أبي النجود يجيء إلى سفيان يستفتيه ويقول: يا سفيان أتيتنا صغيرا، وأتيناك كبيرا.
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، حدثنا أبو منصور محمد بن محمد ابن عبد الله المطوعي النيسابوري، حدثنا أبو طاهر محمد بن الحسين المحمدأباذي قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سمعت أحمد بن يونس يقول: سمعت زهيرا يقول: مر سفيان الثوري بجابر الجعفي؟ فقال: هذا سمع مني عشرة آلاف حديث.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري، حدثنا علي بن الحسن الرازي، حدثنا محمد ابن الحسين الزعفراني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا الأشجعي قال: دخلت مع سفيان الثوري على هشام بن عروة، فجعل سفيان يسأل وهشام يحدثه فلما فرغ قال: أعيدها عليك؟ قال: نعم، فأعادها عليه، ثم خرج سفيان وأذن لأصحاب الحديث، وتخلفت معهم، فجعلوا إذا سألوه أرادوا الإملاء فيقول:
احفظوا كما حفظ صاحبكم، فيقولون لا نقدر نحفظ كما حفظ صاحبنا.