قال أبو علي: غلط فيه أبو معمر، إنما روى هذا سفيان عن رجل من أهل السوق، ويرون أنه حاتم بن إسماعيل.
قلت: أما رواية صالح هذه عن أبي معمر التي ألزمه فيها الغلط بسبب تسميته الرجل الذي روى الثوري عنه هذا الحديث، فقد روينا عن عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب - جميعا - عن أبي معمر خلافها، وأنه لم يسم الرجل فيها، ويحتمل أن يكون أبو معمر روى الحديث لصالح كما ذكره، ثم رجع أبو معمر بعد عن ذلك إلى القول الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد ومحمد بن غالب.
وقد وافقهما على روايتهما الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن أبي معمر، على أن عثمان بن أبي شيبة أيضا قد روى هذا الحديث عن جرير مثل رواية صالح عن أبي معمر إياه، وهذا الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة وعن حاتم بن إسماعيل جميعا عن عبد الرحمن بن حميد، فأما رواية المعمري عن أبي معمر بموافقة عبد الله ابن أحمد ومحمد بن غالب على قولهما.
فأخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبي قال: سليمان، وحدثنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا أبو معمر القطيعي. قالا: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن سفيان الثوري، عن رجل من أهل السوق، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يمكث أحد من المهاجرين بمكة بعد قضاء نسكه فوق ثلاث ".
قال أبو القاسم الطبراني: الرجل الذي روى عنه سفيان هذا الحديث هو سفيان بن عيينة، ويقال هو حاتم بن إسماعيل، ولم يروه عن سفيان إلا جرير.
قلت: وأرى أن الطبراني حمل حديث عثمان بن أبي شيبة على حديث أبي معمر في ترك تسمية الرجل، لأن المحفوظ عن عثمان أنه كان يسمى الرجل في روايته، كذلك:
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، حدثنا أبي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن