حتى قدم بهما على عمر فلما نظر عمر إلى السائب ولى باكيا ثم أقبل يقول يا سائب ويحك ما وراءك ما فعلت ما فعل المسلمون قال السائب خير يا أمير المؤمنين هزم الله المشركين وفتح للمسلمين قال ويحك يا سائب والله ما أتت ليلة بعد ليلة بات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا ميتا مثل البارحة لا والله ما بت البارحة إلا تقديرا فما فعل النعمان بن مقرن قال استشهد يا أمير المؤمنين فبكى عمر ثم قال يرحم الله النعمان ثلاثا ثم قال مه قال لا والذي أكرمك بالخلافة وساقها إليك ما قتل بعد النعمان أحد نعرفه فبكى عمر بكاء شديدا ثم قال الضعفاء لكن الله أكرمهم بالشهادة وساقها إليهم أدفنتم إخوانكم لعلكم غلبتم على أجسادهم وخليتم بين لحومهم والكلاب والسباع أخشى أن يكونوا أصيبوا بأرض مضيعة قال السائب هون عليك يا أمير المؤمنين فقد أكرمهم الله بالشهادة وساقها إليهم ثم قال عمر أعطيت كل ذي حق حقه فقال نعم فنفض عمر رداءه ثم ولى باكيا فأخذ السائب بطرف ردائه ثم قال اجلس يا أمير المؤمنين فان لي إليك حاجة قال وما حاجتك ألم تخبرني أنك أعطيت كل ذي حق حقه قال بلى قال فما حاجتك إلي فأبدى له عن السفطين فصوصهما كأنها شهب تتلألأ فقال عمر
(٢٣١)