فعرضهم خالد على السيف حتى بقى سارية بن عامر ومجاعة بن مرارة فقال له سارية يا أيها الرجل إن كنت تريد هذه القرية فاستبق هذا الرجل وأوثق مجاعة في الحديد ودفعه إلى أم تميم امرأته وقال استوصى به خيرا وضرب عنق سارية بن عامر ثم سار بالمسلمين حتى نزل على كثيب مشرف على اليمامة وضرب معسكره هناك وخرج أهل اليمامة مع مسيلمة وتصاف الناس وكان خالد جالسا على سريره ومجاعة مكبل عنده والناس على مصافهم إذ رأى بارقة في بنى حنيفة فقال خالد أبشروا يا معشر المسلمين قد كفاكم الله عدوكم واختلف القوم فكر مجاعة إليه وهو مكبل فقال كلا والله إنها الهندوانية خشوا من تحطمها فأبرزوها للشمس لتلين لهم فكان كما قال فلما التقى الناس كان أول من خرج رجال بن عنفوة فقتل واقتتل المسلمون قتالا شديدا حتى انهزم المسلمون وخلص أصحاب مسيلمة إلى الرحال ودخلوا فسطاط خالد بن الوليد وفيه مجاعة مكبلا عند أم تميم امرأة خالد فحمل عليها رجل بالسيف فقال مجاعة أنا لها جار فنعمت الحرة عليكم بالرجال فرحبلوا الفسطاط بالسيف ثم إن المسلمين تداعوا فقال ثابت بن قيس
(١٧٣)