العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٥٠
ويرتفع عن الجوائز والأعطيات ويرضى لنفسه بالكسب الحلال بعرق الجبين فكان يكرى نفسه مع الجمالين.
روى أبو نعيم في الحلية عن إسحاق بن راهويه يقول: لما خرج أحمد ابن حنبل إلى عبد الرزاق، انقطعت به النفقة فأكرى نفسه من الجمالين إلى أن وافى صنعاء، وقد كان أصحابه عرضوا عليه المؤاساة، فلم يقبل من أحد شيئا.
وبإسناده عن عبد بن حميد يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قدم علينا أحمد بن حنبل ههنا، فقام سنتين إلا شيئا، فقلت له: يا أبا عبد الله. خذ هذا الشئ فانتفع به فإن أرضنا ليست بأرض متجر ولا مكسب. وأرانا عبد الرزاق كفه ومدها فيها دنانير.
قال أحمد: أنا بخير، ولم يقبل مني.
وروى عن أحمد بن سليمان الواسطي أنه قال: بلغني أن أحمد بن حنبل، رهن نعله عند خباز على طعام، أخذه منه عند خروجه من اليمن، وأكرى نفسه من ناس، من الجمالين عند خروجه من اليمن، وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة، فلم يقبلها منه.
وروى أيضا عن علي بن الجهم بن بدر قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابا، فقال: أتعرفون، هذا الخط؟. قلنا: نعم، هذا خط أحمد بن حنبل، فقلنا له: كيف كتب ذلك؟، قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان ابن عيينة، فقصدنا أحمد بن حنبل أياما فلم نره، ثم جئنا إليه، لنسأل عنه، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها، هو في ذلك البيت، فجئنا إليه والباب مردود عليه، وإذا عليه خلقان فقلنا له، يا أبا عبد الله، ما خبرك؟ لم نرك منذ أيام، فقال: سرقت ثيابي، فقلت له: معي دنانير،
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»