العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٤٧
قال صالح بن أحمد: قال أبي: وكان قد ثقبت أذني. فكانت أمي رحمة الله عليها تصير فيهما حبتين من لؤلؤ. فلما ترعرعت، نزعتهما، فدفعتهما إلى فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما.
وكانت ترسله في الكتاب. وكانت آثار النجابة والفضل والصلاح تبدو منه من صغره.
روى ابن الجوزي بإسناده عن أبي عفيف قال: كان أحمد في الكتاب معنا وهو غليم نعرف فضله، وكان الخليفة بالرقة فيكتب الناس إلى منازلهم، فيبعث نساءهم إلى العلم: ابعث إلينا بأحمد بن حنبل، ليكتب لهم جواب كتبهم، فربما أملوا عليه الشئ من المنكر. فلا يكتبه لهم.
وقال أبو سراج بن خزيمة: فكان إذا دخل إليهم لا يرفع رأسه ينظر إليهم، فقال أبي وذكره، فجعل يعجب من أدبه وحسن طريقته. وقال:
أنا أنفق على ولدي وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا فما أراهم يفلحون وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم أنظر كيف يخرج وجعل يعجب.
طلبه العلم ورحلته فيه:
الرحلة في طلب الحديث لها شأن عظيم، وما كان الأولون يتحملون مشاق الغربة والسفر إلا ليجمعوا العلم من العلماء والمشايخ الذين تفرقوا في المدن والعواصم الاسلامية. وقد ضرب فيها أئمة الحديث أمثلة رائعة لم يوجد لها نظير في طائفة من الطوائف ولا في أمة من الأمم. وهذا أمر لا يحتاج إلى الاستدلال ولا ضرب الأمثال.
ابتدأ الإمام أحمد في طلب الحديث من شيوخ بغداد يقول: أول من كتبت عنه الحديث، أبو يوسف.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»