العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٤٩
ابن عبد الحميد إلى الري، فخرج بعض أصحابنا. ولم يمكنني الخروج لأنه لم يكن عندي.
وقال: لو كانت عندي نفقة لرحلت إلى يحيى بن يحيى يعني الأندلسي، بالأندلس.
كما خرج الامام إلى عبادان سنة ست وثمانين وخرج إلى واسط وأقام على يزيد بن هارون.
وحصلت له بهذه الرحلات الكثيرة: ذخيرة كبيرة ومجموعة كثيرة من الأحاديث والآثار.
قال عبد الله بن أحمد قال لي أبو زرعة: أبوك يحفظ ألف ألف حديث. فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء، ثم قال: فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبد الله، وكانوا يعدون في ذلك المكرر والأثر وفتوى التابعي وما فسر، وإلا فالمتون المرفوعات القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك.
وذكر الذهبي أيضا عن أبي زرعة قال:
حزرت كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملا وعدلا ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان، ولا في بطنه حدثنا فلان، كل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلب.
وقد لقي الامام في رحلته عناء كثيرا. فلم تكن الطرق معبدة ولا المراكب مهيأة، وإن كانت، فخلو اليد من الدراهم يحول دون الركوب على الرواحل والمراكب.
ثم إنه طبع على عزة النفس فكان لا يقبل من أحد هبة ولا عطية
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»