عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال كسي أبو ذر بردين فأتزر بأحدهما وارتدي بشملة وكسا أحدهما غلامه ثم خرج على القوم فقالوا له لو كنت لبستها جميعا كان أجمل قال أجل ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تكسون قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثنا بديل بن ميسرة عن مطرف عن رجل من أهل البادية قال صحبت أبا ذر فأعجبتني أخلاقه كلها إلا خلق واحد قلت وما ذاك الخلق قال كان رجلا فطنا فكان إذا خرج من الخلاء انتضح الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي وكان له حلف في قريش قال كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها فمشى إليه رجال من قريش فقالوا يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته إنما نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمع منه قال الطفيل فوالله ما زالوا
(٢٣٧)