كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ١٨٩
الخارجية أمر ثابت. أما القرينة الداخلية كوثاقة رواته، فعليه المتأخرون كلهم، واعترف به المحدث نفسه، وأما القرائن الخارجية، فقد أشار إليها المحقق أبو الهدى الكلباسي في تأليفه المنيف " سماء المقال " وإليك القول فيه موجزا:
1 العنوان الذي ذكره الشيخ في كتاب " العدة " عند البحث عن التعادل والتراجيح، فإنه يوضح المراد من الصحة وأن المقصود منها ما يقابل الباطل، لا ما رواه الثقات من الامام حيث قال: " في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها ".
2 القرائن التي تدل على صحة مضمون أخبار الآحاد وأنها أربعة.
منها: أن يكون موافقا لأدلة العقل وما اقتضاه.
ومنها: أن يكون الخبر مطابقا لنص الكتاب.
ومنها: أن يكون الخبر موافقا للسنة المقطوع بها من جهة التواتر.
ومنها: أن يكون موافقا لما أجمعت عليه الفرقة المحقة.
ثم قال: فهذه القرائن كلها تدل على صحة متضمن أخبار الآحاد، ولا تدل على صحتها أنفسها، لامكان كونها مصنوعة وإن وافقت الأدلة، فمتى تجرد الخبر من واحد من هذه القرائن كان خبر واحد محضا (1).
وهذا نص من الشيخ على أن الخبر في ظل هذه القرائن يوصف بالصحة من حيث المضمون، كما يتصف بها ببعض القرائن الاخر من حيث الصدور، فالقرائن تارة تدعم المضمون وأخرى الصدور، وعلى كل تقدير يتصف بالصحة (2).

(1) عدة الأصول: الطبعة المحققة المحشاة بحاشية الشيخ خليل بن الغازي القزويني ج 1، الصفحة 267.
(2) والعجب أن العلامة المحقق الكلباسي لم يستشهد بهذا النص الوارد في كلام الشيخ.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست