قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٩١
الأول أنه ابن المصطفى فمن أراد أن ينظر إلى سواد عين المصطفى فلينظر في سواد عين الحسن، والآخر متعلق بلسان علي لابد لي من الشخوص، فقالت المرأة: أحلفك بالذي أرسل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق أن تخبريني، فقالت: أخبرك لما أحلفتني، كانت قد جاؤوا بغنائم كثيرة من غزوة فقسمها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه، فطلبت أنا وجمع من نسائه من الغنائم وألححنا، فحصر صدر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك وكان " علي " حاضرا فلامنا على ذلك وقال: " أسكتن فقد آذيتن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاوبناه بكلمات شديدة، فقرأ علي: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) فرجعنا إلى إلحاحنا وخطاب " علي " بكلمات شديدة، فغضب النبي وقال لعلي: قد جعلت طلاق هؤلاء النسوة بيدك، فطلق من تشاء منهن بعدي، فخفت إن لم أشخص هذه الساعة أن يطلقني " علي " فأنقطع عن النبي (صلى الله عليه وآله) (1).
[232] أعشى باهلة في شرح النهج: روى عثمان بن سعيد عن يحيى التيمي، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء قال: قام أعشى باهلة - وهو يومئذ غلام حدث - إلى علي (عليه السلام) وهو يخطب ويذكر الملاحم، فقال: ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة!
فقال (عليه السلام): " يا غلام، إن كنت آثما في ما قلت فرماك الله بغلام ثقيف " ثم سكت، فقام رجال وقالوا: من غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟ قال: " غلام يملك بلدتكم هذه لا يترك لله حرمة إلا انتهكها، يضرب عنق هذا الغلام بسيفه "، فقالوا: كم يملك؟
قال: " عشرين إن بلغها " قال إسماعيل: فو الله! لقد رأيت بعيني أعشى باهلة - وقد أحضر في جملة الأسرى الذين أسروا من جيش ابن الأشعث - عند الحجاج فقرعه ووبخه واستنشده شعره الذي حرض فيه ابن الأشعث على الحجاج، ثم

(1) الفتوح: 2 / 483 - 484، باختلاف في العبارات (ط دار الأضواء بيروت).
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست