قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٧٧
ومر أن الصحيح أنه علي بن عبد الله بن وصيف، كما عنونه الحموي.
وكيف كان: ففي المعجم قال الخالع: كنت مع والدي في سنة 346 وأنا صبي في مجلس الكبوذي في المسجد الذي بين الوراقين والصاغة وهو غاص بالناس، وإذا رجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطيحة وركوة ومعه عكاز وهو شعث، فسلم على الجماعة بصوت يرفعه ثم قال: أنا رسول فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، فقالوا مرحبا بك وأهلا ورفعوه، فقال: أتعرفون لي أحمد المزوق النائح؟
فقالوا: ها هو جالس، فقال: رأيت مولاتنا (عليها السلام) في النوم فقالت لي: امض إلى بغداد واطلبه وقل له: نح على ابني بشعر الناشئ، الذي يقول فيه:
بني أحمد قلبي لكم يتقطع * بمثل مصابي فيكم ليس يسمع وكان الناشئ حاضرا، فلطم لطما عظيما على وجهه وتبعه المزوق والناس كلهم، وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوق، ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلى الناس الظهر وتقوض المجلس، وجهدوا بالرجل - يعني صاحب الرؤيا - أن يقبل شيئا منهم، فقال: والله! لو أعطيت الدنيا ما أخذتها فإنني لا أرى أن أكون رسول مولاتي (عليها السلام) ثم آخذ على ذلك عوضا فانصرف ولم يقبل شيئا، ومن هذه القصيدة:
عجبت لكم تفنون قتلا بسيفكم * ويسطو عليكم من لكم كان يخضع كأن رسول الله أوصى بقتلكم * وأجسامكم في كل أرض توزع وفيه: قال الخالع: اجتزت بالناشئ يوما وهو في السراجين فقال لي: قد عملت قصيدة وأريد أن تكتبها بخطك حتى أخرجها، فقلت: أمضي في حاجة وأعود، فذهبت وغلبتني عيني ثمة فرأيت في منامي أبا القاسم عبد العزيز الشطرنجي النائح فقال لي: أحب أن تكتب لي قصيدة الناشئ البائية، فإنا قد نحنا بها البارحة بالمشهد - وكان هذا الرجل توفي وهو عائد من الزيارة - فرجعت إلى الناشئ وقلت: هات البائية حتى أكتبها، فقال: من أين علمت أنها بائية وما ذكرت
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»
الفهرست