قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٠٣
مع أن العامة التي ادعت نزول الآية فيها قالوا في خبرهم: لما نزلت الآية قالت عائشة للنبي (صلى الله عليه وآله): بحمد الله وذمكم.
هذا، وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن ابن عمر قال: قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة وقال: هاهنا الفتنة - ثلاثا - منه يطلع قرن الشيطان (1).
وفي شرح النهج: قال الإسكافي: روى عبد الرزاق عن معمر قال: كان عند الزهري حديثان عن عروة، عن عائشة في علي (عليه السلام) فسألته يوما عنهما، فقال: ما تصنع بهما وبحديثهما؟ الله أعلم بهما، إ ني لأتهمهما في بني هاشم (2).
وفيه، قالت عائشة: ما كان لنا منخل ولا أكل النبي خبزا منخولا منذ بعث إلى أن قبض قالوا: فكيف كنتم تأكلون دقيق الشعير؟ قالت: كنا نقول: أف أف!! (3).
وفي جمل المفيد: لفت عائشة نفسها ببردة كانت معها وقلبت يمينها من منكبها الأيمن إلى الأيسر ومن الأيسر إلى الأيمن كما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يفعل عند الاستسقاء، ثم قالت: ناولوني كفا من تراب، فناولوها فحثت به وجوه أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالت: شاهت الوجوه! كما فعل النبي (صلى الله عليه وآله) بأهل بدر، فقال (عليه السلام) لها: " وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى وليعودن وبالك عليك " (4).
قلت: في رمي النبي (صلى الله عليه وآله) للتراب نزل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وفي رمي عائشة لو كان جبرئيل ينزل لينزل بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لها.
وروى سنن أبي داود عن عروة بن الزبير، عنها قالت: إن أبا حذيفة بن عتبة كان تبنى سالما (إلى أن قالت) حتى أنزل سبحانه (أدعوهم لآبائهم - إلى - فإخوانكم في الدين ومواليكم) فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين، فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي العامري - امرأة

(1) نقله عنه في الطرائف: 297.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 64.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 189.
(4) الجمل (مصنفات الشيخ المفيد): 1 / 347.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست