قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٣٠١
عليه - ما في البلاذري: روى أبو معشر أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج في شهر رمضان سنة ثمان مليكة بنت كعب الليثي، فقالت لها عائشة: أما تستحيين أن تنكحي قاتل أبيك؟ فقالت: فكيف أصنع؟ فقالت: استعيذي بالله منه، فاستعاذت فطلقها، وكان أبوها قتل يوم فتح مكة، وقال أبو عبيدة: اسم هذه عمرة (1).
وما فيه: قال الواقدي: خطب النبي (صلى الله عليه وآله) امرأة من بني كلب، فبعث عائشة لتنظر إليها فذهبت ثم رجعت، فقال لها: ما رأيت؟ قالت: لم أر طائلا، قال: لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت له كل شعرة منك، فقالت: ما دونك ستر. (2) ومن العجب! أنهم وضعوا لفضلها نقص النبي (صلى الله عليه وآله) ففي البلاذري: عن بعضهم أرسل أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة إلى النبي، فدخلت وهو عند عائشة فقالت: إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك السوية في ابنة ابن أبي قحافة، فقال: أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، قال: فأحب هذه - يعني عائشة - قالت فاطمة:
فجئت أزواج النبي فحدثتهن، فقلن: ما أغنيت عنا شيئا، فأرسلن " زينب بنت جحش " فقالت: أرسلني إليك أزواجك وهن يسألنك السوية في ابنة أبي قحافة، قالت عائشة: فأوقعت بزينب فلم أنشب أن أفحمتها، فتبسم النبي وقال: إنها ابنة أبي بكر (3).
ومن عملها على خلاف الكتاب والسنة ما في فتوح البلاذري: أن مرة بن أبي عثمان - مولى عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان سريا - سأل عائشة أن تكتب له إلى زياد وتبدأ به في عنوان كتابها، فكتبت له إليه بالوصاية به وعنونته: " إلى زياد بن أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين " فلما رأى زياد أنها كاتبته ونسبته إلى أبي سفيان سر بذلك وأكرم مرة (4).
ومن العجب! أنهم رووا سبها الله تعالى ولم يروا ذلك نقصا لها، فروى

(١) أنساب الأشراف: ١ / ٤٥٨.
(٢) أنساب الأشراف: ١ / ٤٦١.
(٣) أنساب الأشراف: ١ / 415.
(4) فتوح البلدان: 355.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست